قال اللواء الركن "محمد جمال الدين محفوظ" في كتابه "العسكرية الإسلامية ونهضتها الحضارية".
"إن للإسلام مدرسة عسكرية مكتملة الأركان، تحتوي على المبادئ والنظريات التي تقوم عليها أية مدرسة عسكرية في الشرق، أو الغرب.
وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم قائد هذه المدرسة ومعلمها الأول، وعلى يديه تعلم أجدادنا الأوائل من قادة وجنود جيش الإسلام، وقامت الإستراتيجية العسكرية الإسلامية التي طبقها المسلمون في معاركهم التي خاضوها إعلاء لكلمة الله، والتي واجهوا بها أعداء يفوقونهم عددًا وعدة فانتصروا عليهم بإذن الله، وأصبحوا ظاهرين، وسجل التاريخ أن المجاهدين الصادقين قوم لا يقهرون".
١- ففي عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حققت عسكرية المسلمين الهدف المنشود، وهو تأمين تبليغ الدعوة الإسلامية، وقيام دولة المسلمين آمنة مستقرة تؤدي رسالتها لخير الناس أجمعين.
وبمتابعة التدريب العملي خلال المعارك ارتفعت الكفاءة القتالية لجيش المسلمين في مجال الرماية والتسليح والتركيب التنظيمي والقوة الضاربة، حتى صارت تضارع كفاءة جيوش الدول العظمى المعاصرة لها.
وأضاف المسلمون إلى أسلحة قتالهم أسلحة جديدة، وهي أسلحة الحصار ودك الحصون، كالمنجنيق والدبابات، فقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم اثنين من المسلمين إلى جرش في الشام، فتعلما صنعة هذه الأسلحة.
وزادت قوة الفرسان في التركيب التنظيمي لجيش المسلمين، حتى بلغت الثلث من مجموع القوة.
٢- وبعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم أخذ المسلمون بأسباب التقدم والتطور في الكفاءة القتالية، وفي تحسين وتجويد الأسلحة، وتطورت جيوش المسلمين في التركيب التنظيمي، وتشكيلات القتال وإدارة المعارك.
وخاض المسلمون بنجاح باهر أشكالًا جديدة من العمليات الحربية. مثل عمليات عبور الأنهار والموانع المائية، والحصار الطويل، والمسير الطويل، والإمداد المستمر بحاجات الجيش، وتأمين خطوط المواصلات، وإقامة