تأكيدًا لمجد العلم الذي حث عليه الإسلام واعتبره الركن الأول في حياة المسلم فقد أولى الإسلام العلماء عناية خاصة، فاصطفاهم بمجد لم يمنحه لغيرهم، حتى جعلهم الله شهداء في الأرض على إلهيته، ووحدانيته، وعزته وحكمته، وقيامه بالقسط، ورفعهم في درجات الفضل، كل على مقدار علمه ومعرفته وتطبيقه لما يعلم، وجعلهم وحدهم هم الذين يخشونه حق خشيته؛ لأنهم هم العالمون بعظيم قدرته وعدله وسائر صفاته العظمى وأسمائه الحسنى.
فمن النصوص القرآنية التي مجد الله بها العلماء النصوص التالية:
١- قول الله تعالى في سورة "المجادلة: ٥٨ مصحف/ ١٠٥ نزول":
ولم يقتصر رفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم على درجة واحدة يمتازون بها عن سائر الناس، وإنما جعل ذلك منطلقًا في درجات صاعدات حتى تتناسب مع مقادير العلم الذي يكتسبه كل فريق منهم، فيحتل الدرجة المكافئة لمستواه من العلم والمعرفة.
٢- وقول الله تعالى في سورة "آل عمران: ٣ مصحف/ ٨٩ نزول":
وفي هذه الآية جعل الله العلماء في الأرض شهداء على إلهيته ووحدانيته، وعلى قيامه فيما خلق بالقسط، وعلى أنه هو وحده العزيز القادر الذي لا يغلب والحكيم في كل شيء، ولا يكون حكيمًا ما لم يكن عليمًا، وفي جعلهم شهداء على هذه الحقائق العظمى دلالة على أن الباحثين العلميين المنصفين لا بد أن تتجلى لهم في طرق بحثهم براهين هذه الحقائق التي تجعلهم يشهدون بها شهادة الاستدلال العقلي المكافئ للمشاهدات الحسية التي تسمح بالشهادة بها.