حينما دعا الإسلام الناس إلى الإيمان بالله وبعظيم صفاته وجههم إلى بلوغه من طريق البحث العلمي، فحثهم على استخدام أدوات المعرفة التي لديهم في النظر والتفكر في دلائل قدرة الله وعلمه وحكمته وعدله وسائر صفاته الدالة على وجوده، وأرشدهم إلى أن هذه الدلائل منبثة في السماء وفي الأرض وفي أنفسهم، وأجل أدوات المعرفة التي لديهم العقل، وأسمى نوافذه إلى الوجود المادي حاسة البصر، ومن أجل ذلك كانت وظيفة العقل الطبيعية النظر والتأمل قال الله تعالى في سورة "ق: ٥٠ مصحف/ ٣٤ نزول":
ففي قوله تعالى:{أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} . إلى آخر الآيات توجيه للنظر الفكري في آيات الله المنبثة في كل ما خلق، في السماء، وفي كيفية بنيانها، وفي الأرض، وفي كيفية مدها، وإلقاء الرواسي فيها، وإنبات النباتات من كل زوج بهيج، ووسيلة النظر الفكري مشاهدة ظواهر هذه الآيات بالنظر الحسي، باعتبار أن البصر أسمى نوافذ العقل إلى الوجود المادي.
وقال الله تعالى في سورة "الذاريات: ٥١ مصحف/ ٦٧ نزول":
وفي هذا النص أيضًا توجيه لما في الأرض وما في الأنفس من آيات دالات على عظيم قدرة الله وعلمه وحكمته وإرادته المطلقة.
ولما كانت حاسة البصر أسمى منافذ العقل إلى الوجود المادي الذي يقدم للبصر صور الظواهر، ويدع للعقل مجال التفكر فيما وراء الظواهر، قال الله تعالى عقب هذا التوجيه:{أَفَلَا تُبْصِرُونَ} .