المقولة السابعة: منهج الإسلام في الاعتماد على المستندات الإخبارية
لما كان الخبر الصادق طريقًا من طرق المعرفة، وقاعدة إنسانية لا مندوحة عن الاعتماد عليها في الحياة الاجتماعية، للتعرف على كثير من الحقائق التي لا يمكن لكل فرد أن يباشر معرفتها بنفسه عن طريق الحسن، أو عن طريق الاستدلال العقلي، فقد اعتمدت الشرائع الربانية عليه اعتمادًا كليًّا، في نقل العلوم الربانية إلى الناس، وتبليغهم الأحكام والتكاليف الإلهية، وغير ذلك، كما وجهت للاعتماد عليه في تحصيل كثير من العلوم التي توصل إليها العلماء بمسالكهم العلمية الصحيحة، وأمرت بسؤال أهل الذكر.
ولكن الإسلام وضع منهجًا سليمًا للحكم بسلامة الأخبار وصحتها، والقطع بأنها حق وصدق، أو الحكم بأرجحية صدق الخبر، أو الحكم بضعفه، أو عدم صلاحيته للاعتماد عليه.
ثم أوضح الإسلام ما يجب اتخاذه من الاحتياطات بالنسبة إلى بعض الموضوعات التي تتضمنها الأخبار، فحدد الشروط التي يجب توافرها فيها، حتى تكون الأخبار صالحة لبناء الأحكام القضائية أو غيرها عليها.
الخبر المقطوع بصدقه:
أما الخبر المقطوع بصدقه، والذي لا يخالطه احتمال الخطأ أو الكذب فقد أوضح الإسلام أنه لا بد أن يأتي عن أحد مسلكين كما سق:
المسلك الأول: أن يرد الخبر على لسان نبي من أنبياء الله تعالى، وقد