أخي القارئ في خاتمة كتابي هذا أقدم لك خالص تحيتي وعظيم شكري؛ إذ شاركتني فاطلعت على كتابي هذا، وقرأت بعض مفاهيمي في الحياة خلال مدة من زمنك.
فإن كنت قد شاركتني فعلًا بكل فكرك ونفسك وقلبك، فقرأت فصوله بإمعان، فلعلك قد وجدت أنني قد رسمت معظم الخطوط العريضة لأسس الحضارة الإسلامية ووسائلها، وأوفيتها ما تستحق من شرح وإيضاح، ضمن الحدود العامة التي يتجاوز فيها عادة عن التفصيلات الجزئية الكثيرة.
ولست أزعم أنني أتيت على كل المطلوب الذي يهدف إليه موضوع الكتاب، فقد يأتي من يستدرك عليَّ أمور ندت عني، إلا أنني لم آل تأملًا واجتهادًا ونظرًا في الكليات العامة التي تشتمل على جزئيات كثيرة، لا يحصرها كتاب واحد يمكن أن يتداوله القراء.
وإذا عثرت على عيب أو نقص أو تقصير في بعض الأمور، فإنني واثق من أنك ستعذرني؛ إذ تعلم أن فلسفة الحضارة الإسلامية بالشكل الذي سقته في هذا الكتاب عمل مبتكر، اقتبسته مباشرة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والفقه الإسلامي المتسع الأطراف بتوفيق من الله جل جلاله.
وقد جمعت الأشباه والنظائر الجزئية، فنظمتها في عقود، وأدخلتها تحت كليات كبرى تمثلت بالأسس والوسائل العامة، التي عرضتها في فصول الكتاب.
وأنت خبير بأن الأعمال المبتكرة من شأنها أن تكون عرضة لتقصير كثير.