[المقولة السادسة: نظرات من خلال النصوص الإسلامية حول اكتساب المعارف والعلوم]
لما دفعت أسس الحضارة الإسلامية الناس إلى اكتساب المعارف والعلوم؛ إذ هي من الوسائل الأولى لنباء الحضارة الإسلامية بناء واقعيًّا، ولما حثتهم على سلوك الطرق السليمة للمعرفة، واستخدام مختلف أدوات المعرفة التي وضعها الله بين يدي الإنسان، أخذت بأيديهم في طريق العلم، وأنارت لهم المسالك، وطرحت مبادئها وأسسها وأحكامها للبحث والمناقشة، وفتحت صدرها لكل باحث ينشد الحقيقة، مستفسرًا أو مناقشًا أو معترضًا.
وتمشيًا مع هذا المبدأ وجدنا الإسلام حينما يدعو الناس إلى الإيمان بالله وعظيم صفاته، يحثهم على استخدام وسائل المعرفة ليهتدوا إلى هذه الحقيقة الأولى والكبرى من حقائق الدين استنباطًا من الأدلة الكثيرة التي بثها الله في كونه الكبير، ثم أخذ بأيديهم في طريق العلم يناقشهم حول الأسس والأحكام الإسلامية، ويقيم لهم الأدلة، ويضرب لهم الأمثال، ويبين لهم حقائق الأمور، ويعلمهم ما فيه خيرهم، ويهديهم إلى سبل سعادتهم، ويضع لهم أنظمة حياتهم، ويحضهم على استنباط الأحكام من نصوص كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه، ويعلن لهم أن رسالته إنما يعقلها العالمون؛ لأنها مجموعة من الحقائق المشهودة والغيبية والتشريعية، ومجموعة من البيانات التعليمية والتربوية، وكلها