متاحف العالم تحتوي على كنوز نفيسة جدًّا مما أنتجه المسلمون عبر تاريخهم من صناعات خزفية مدهشة في صنعتها، وفي دقة رسومها، والألوان المنتقيات فيها.
لقد اقتبس المسلمون الصناعات الخزفية من الشعوب السابقة لهم، لكنهم أضافوا من عندهم ابتكارات كثيرات، أعطت صناعاتهم الخزفية طابعًا خاصًّا بهم.
ووصل الخزفيون المسلمون في القرنين السادس والسابع من التاريخ الهجري إلى مرحلة تعتبر غاية في الإتقان، واشتهرت بلاد عديدة من بلدان المسلمين بصناعة مختلف أنواع الخزف، كالخزف ذي البريق المعدني، وذي الرسوم فوق الدهان بلون واحد أو ألوان متعددة، وكالخزف ذي الزخارف المحفورة، والزخارف المنقوشة.
وابتكر المسلمون أنواعًا من الزخرفة كان لها تأثير كبير في التجديد، وقد كان من بينها الزخارف المقرعة.
وازدهرت مدينة الري في القرنين السادس والسابع من التاريخ الهجري بهذه الصناعة، حتى صارت مركزًا ذا أهمية لصناعة الخزف الجميل المزين بالزخرفيات، والمتاحف العالمية تزدحم بنماذج وافرة منه.
وكانت مدينة "قاشان" وسائر مدن إيران في القرنين السابع والثامن من التاريخ الهجري مراكز ذات أهمية أيضًا لصناعة الخزف الجميل المزين بالزخرفيات البديعة.
وكانت الرقة والرصافة في هذا العصر من المراكز الهامة لصناعة الخزف الذي يحتوي على عناصر زخرفية جميلة، وقد تداولت أيدي التجار الشاميين كميات كبيرة منه حتى امتلأت بها الأسواق، وتوجد في المتاحف مجموعات كبيرة من خزف الرقة.