وكان للرغبة في استخدام الألوان المتعددة في القرن الثامن الهجري أثرها في ارتقاء فن التذهيب الإيراني، ولم يقتصر ذلك على تذهيب المصاحف، بل انتقل إلى المخطوطات الأخرى.
ومن أعظم مشاهير الخطاطين في القرن التاسع الهجري "سلطان علي المشهدي" و"جعفر البيسنقري التبريزي" و"عبد الكريم الخوارزمي" و"إبراهيم سلطان بن شاه رخ بن تيمور جورجان" وكان هذا من أبرع اللاعبين بالحروف، واشتهرت مقدرته على الكتابة بستة أساليب خطية مختلفة.
ثم ظهرت مدرسة الخط في "إستنبول" في العهد العثماني وليدة مدرسة "تبريز" الإيرانية. وتفوق الخطاطون الأتراك في كتابة الخط العربي، ولا سيما في خط الثلث، الذي تكتب به اللوحات الكبيرة، وآثارهم الكتابية ماثلة في الجوامع الكبيرة في المدن التركية، وقد شهدت روائع خطوط في لوحات أو على جدران جامع السلطان أحمد في إستنبول، والجامع الكبير في بورصة، وفي غيرهما من الجوامع الكبيرة في تركيا.
واحتل أخيرًا مركز الأستاذية في كتابة الخط العربي الخطاط التركي "رسا" وقد شهدت بعض لوحاته مهمورة بتوقيعه.
ومن ميزات الفن التركي العثماني في القرن العاشر الهجري تلوين الزخارف بالذهب، وباللونين الأزرق والأسود، مع إضافة ألوان أخرى.
وازدهرت صناعة تجليد الكتب ازدهارًا كبيرًا لدى المسلمين في مختلف مدنهم.
ويُعبر الخط العربي الجميل على اختلاف أشكاله وصوره، عند ذوق فني رفيع جدًّا، يجمع بين إتقان التركيب، وجمال الصورة، ومهارة الأداء، ودقة الصنعة اليدوية التي يتمتع بها الخطاطون البارعون.