٤- واقع حال أوروبة والغرب كله إبان ازدهار حضارة المسلمين:
١- أخذ المسلمون منذ تكونت لهم دولة ذات كيان مستقل، يبنون حضارتهم بهدي من تعليمات الإسلام، في القرآن الكريم، وبيانات الرسول العظيم القولية والعملية، وتوجهت أنظارهم لإصلاح شعوب الأرض، ودعوتها للسير على صراط الإسلام المستقيم، فانطلقوا شرقًا وغربًا فاتحين مهذبين ملتزمين فضائل الأخلاق ومحاسن الشيم، وعاملين بتعليمات الإسلام، إلا من شذ منهم عن العمل بتعليمات دينه اتباعًا للهوى، أو أخطأ في فهم نصوص الإسلام.
وفي انطلاقهم شرقًا وغربًا أخذوا يعلمون الناس ما هداهم إليه الإسلام من حضارة فكرية اعتقادية، وحضارة سلوكية فردية واجتماعية، وما دعاهم إليه الإسلام من بناء حضارة مادية تنشد الخير، وتقاوم الشر والضر والفساد، مؤمنين بأن الله جل جلاله سخر الكون للناس لينتفعوا بما فيه من خيرات وطاقات ظاهرات أو خفيات، ضمن قواعد الحق والخير والفضيلة والجمال، ومؤمنين بأن الله جل جلاله مكن الناس عن طريق البحث والتنقيب واستعمال الفكر، والتأمل العميق، والقيام بالتجارب العملية، والملاحظات المتأنيات للتجارب، من التوصل إلى مفاتيح كنوز الكون، طاقاته الخفيات، والتعرف على مسالكها، ومؤمنين بأن الله جل جلاله حثهم على أن يتابعوا البحث والتنقيب والتجارب والملاحظات المتأنيات، بكل ما لديهم من وسع متجدد، وقدرات على متابعة حلقات سلاسل المعارف المحجوبة عن أنظارهم القصيرة، وحثهم على أن