[الفصل التاسع: نظرات موجزات حول تطبيقات حضاريات مختلفات قام بها المسلمون]
١- مقدمة:
لم يكن واقع حال المسلمين، في أدوار تاريخهم التي كان الحكم الإسلامي في الإدارة هو الشعار السائد فيها، تطبيقًا صحيحًا وافيًا للتعليمات الإسلامية الواردة في مصادر الدين الإسلامي، التي تقدم الصورة المثلى للحضارة الإسلامية.
بل كان في تطبيقات المسلمين الحضارية بصورة عامة، تقصير كثير عما هو مطلوب منهم، وانحرافات تختلف نسبها في العصور المتتالية والبيئات المختلفة عن المنهج الرباني، وكانت هذه التقصيرات والانحرافات ناتجات عن جهل أو اجتهاد فكري غير صحيح، أو اتباع للأهواء والشهوات والعصبيات والأنانيات المختلفات.
إلا أن إيجابيات المسلمين في الخير وفي التزام تعليمات الإسلام ونشدان الحق أكثر من إيجابيات أية أمة من الأمم، وكذلك كانت سلبياتهم في التقصيرات والانحرافات أقل من سلبيات أية أمة من الأمم.
ومعلوم أن البناء الحضاري تكامل ارتقائي مستمر، إذا تابع مسيرته دون مثبطات ولا معوقات ولا انتكاسات ولا مخربات تحيط به من معاول الأعداء.
وحين يصف الباحثون في الحضارة الإسلامية واقع حال المسلمين في مختلف شئونهم الحضارية، فلا يظن ظان أن هذا الواقع هو النموذج التطبيقي الصحيح، أو الكامل لما وجهت له أسس الحضارة الإسلامية وتعليماتها.
ولا يصح أن يستدل بهذا الواقع على أنه هو الحضارة الإسلامية المثلى، فيقاس عليه، أو يُقتدى به دوامًا.
إن الإسلام وتعليماته الحضارية شيء قائم بذاته، وواقع حال المسلمين في تطبيقاتهم الحياتية شيء آخر، إن النموذج الأكمل هو التعليمات الإسلامية، أما