[الفصل السادس: نشأة علمي التاريخ والجغرافية والتدوين فيهما]
[المقولة الأولى: نشأة علم التاريخ البشري والتدوين فيه لدى المسلمين]
...
[المقولة الأولى: نشأة علم التاريخ البشري والتدوين فيه لدى المسلمين]
١- القرآن الكريم وعنايته بالتوجيه للاتعاظ والاعتبار بالتاريخ الإنساني:
١- أبان القرآن المجيد كيف أنشأ الله بحكمته الإنسان الأول وزوجه، وكيف بث منهما السلالات البشرية، وأن الغاية من هذا الخلق ابتلاء الناس المؤهلين للابتلاء في ظروف الحياة الدنيا.
٢- وأبان القرآن المجيد قصة إسكان الله آدم وزوجه الجنة إسكان اختبار وابتلاء، وأنه حذرهما من عدوهما وعدو ذرياتهما إبليس وجنوده، وحذرهما من دسائسه ووساوسه وتسويلاته، وأنه حريص على أن يخرجهما من الجنة حقدًا وحسدًا؛ لأن الله فضلهما هما وذرياتهما عليه، وعلى ذريته، وأمره بالسجود لآدم مع الملائكة فأبى وعصى، فطرده الله ولعنه.
وأبان القرآن أن الله عز وجل لما أسكن آدم وزوجه الجنة أذن لهما بأن يأكلا منها من كل ما يشاءان، باستثناء شجرة معينة نهاهما عن أن يأكلا منها، فإذا عصيا وأكلا منها أخرجهما منها عقوبة لهما على معصيتهما، وأهبطهما إلى الأرض، وعندئذ يكون دخول الجنة لآدم وزوجه وذرياتهما مشروطًا باجتياز رحلة الامتحان في الأرض بنجاح، ثم بعد برزخ موت يكون بعث إلى يوم الدين، يوم الحساب وفصل القضاء وتنفيذ الجزاء.
فمن آمن وأسلم ولم يشرك بالله شيئًا دخل الجنة دخول جزاء، وكان فيها من الخالدين.
ومن كفر وعصى ولو من مستوى الشرك بالله في ربوبيته أو إلهيته دخل النار دخول جزاء أيضًا وكان فيها من الخالدين.