[المقولة الأولى: تعريفات وبيانات عامة للمثالية والواقعية]
١- المثالية:
إن المثالية من صور العمل الإرادي للإنسان هي أسمى الصور المحتملة الوقوع بالنسبة إليه في أرقى مستوياته، وهي التي ينبغي أن تكون محل التطلع الأسْمَى له عند العسر، ومحل التنفيذ عند اليسر، فردًا كان أم جماعة، وذلك في كل مجالات العمل الإرادي للإنسان الفكرية، والنفسية، والجسدية.
٢- الواقعية:
أما الواقعية في صور العمل الإرادي للإنسان فهي الصور المستطاعة التنفيذ بوجه عام من دون عسر، وهي التي ينبغي أن لا يهبط الإنسان عن مستواها الواجب، ضمن ظروفه النفسية والجسدية والاجتماعية، والزمانية والمكانية.
فإذا كانت المثالية في عمل ما فكري أو نفسي أو جسدي، أو في مجموعة أعمال ومجموعة تصرفات في الحياة تقوم مثلًا بمائة درجة فإن الواقعية قد تقوم بخمسين درجة أو بما دون ذلك أو بأكثر من خمسين، وذلك على حسب العمل، أو مجموعة الأعمال، ضمن ظروف الإنسان المختلفة.
ولدى تحديد درجة الواقعية التي يجب على الإنسان أن لا ينزل عن مستواها، حتى يكون من السويين بأعمالهم وتصرفاتهم في الحياة على وجه الإجمال، لا بد من ملاحظة واقع الإنسان بشكل عام، في قدراته، واستطاعته، ومطالب غرائزه في نفسه وجسده، ومدى العوامل النفسية والاجتماعية التي قد تؤدي به إلى الشرود، والانحراف، وفلتات الشذوذ.