الحسبة: في اللغة كالحساب، وهي لفظة تطلق على منصب كان يتولاه رئيس يُشرف على الشئون العامة في الأسواق وفي سائر المجامع العامة، ومن مهماته المراقبة والمتابعة العامة، لضبط الحقوق، ورعاية الآداب، ومنع ما لا يأذن به الدين, وتأديب المخالفين. والضرب على أيدي المجاهرين بالمعاصي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكان الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أول من وضع في دولة المسلمين نظام الحسبة، وكان يتولاه بنفسه لعلو همته، وشدة عزمه وحزمه، وقد اقتبسه من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن توليته "سعيد بن سعيد بن العاص" بعد فتح مكة على أسواقها.
ويقال لمن يقوم بهذا المنصب في الشئون العامة:"المحتسب" أي: الذي يراقب الناس في المجامع العامة، ويتابع أعمالهم، ويحاسبهم، ولا تقتصر أعمال المحتسب ومهماته على حفظ الأمن.
وارتقى نظام الحسبة وتوسعت دائرة وظيفة المحتسب شيئًا فشيئًا، حتى شملت أشياء كثيرة:
فمن أعمال وظيفة المحتسب ما يلي:
١- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوجيه النصح والإرشاد، بحسب الحاجة في المجامع العامة.
٢- مراقبة المكاييل والموازين للتحقق من مطابقتها لما يجب أن يتكون عليه في مقاديرها.
٣- مراقبة السلع المعروضة للبيع في الأسواق، للتحقق من سلامتها من الغش والتدليس، ومحاسبة الغشاشين، والمدلسين، وتأديبهم ومعاقبتهم ضمن حدود النظام.