[المقولة الثانية: الشروط التي يجب توافرها أثناء القتال]
حينما تلجئ الضرورة حملة رسالة الحضارة الإسلامية المجيدة أن يقفوا موقف القتال، في مواجهة من ناصبوهم العداوة، وكادوهم، وكادوا دينهم، فإن للقتال شروطًا تلزمهم بها رسالتهم المقدسة.
بعد تحديد الغاية من القتال وإعداد العدة له، والتصميم على مباشرته دفعًا لعدوان المعتدين، وابتغاء نشر الدين القويم، وسعيًا للعمل في بناء الحضارة الإسلامية بناء واقعيًّا على أسسها الفكرية الراسخة، يجب على المقالتين في سبيل الله أن يتقيدوا بالمنهج التطبيقي الذي شرعه الله في القتال، وأن يلتزموا جميع الشروط التي أمر الله بها فيه، وأن ينتهوا عما نهى الله عنه.
وأجمل فيما يلي الشروط التي يجب توافرها في القتال اقتباسًا من القرآن المجيد، وهي ستة شروط:
الشرط الأول: وحدة الغاية
وذلك بأن تكون غاية المقاتلين واحدة، وهي بالنسبة إلى حملة رسالة الحضارة الإسلامية المجيدة ابتغاء مرضاة الله، بالعمل لنشر دينه، وإعلاء كلمته وبناء الحضارة المجيدة التي دفعهم إليها، بما أنزل في الإسلام من نصائح ووصايا وشرائع وأحكام.