للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودليل هذا الشرط قول الله تعالى في سورة "التوبة: ٩ مصحف/ ١١٣ نزول" يخاطب المؤمنين".

{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} .

وقول الله تعالى في سورة "الأنفال: ٨ مصحف/ ٨٨ نزول":

{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .

ففي آية "التوبة" يأمر الله بأن يكون الجهاد بالأموال والأنفس في سبيل الله، وهذا إلزام بتوحيد الغاية من الجهاد، وهي أن تكون في سبيل الله وحده.

وفي آية "الأنفال" يبين الله الغاية التي من أجلها أمر الله المؤمنين بالقتال، وهذه الغاية هي أن لا تكون في الأرض فتنة للمؤمنين من قبل الكافرين، وأن يكون الدين كله لله وحده، وما بينته هذه الآية نوع من التفصيل لما أجملته آية "التوبة".

الشرط الثاني: وحدة صف المقاتلين، وتماسك جماعتهم

وقد أمر الله بتحقيق هذا الشرط؛ لأن تفرق صفوف المقاتلين دون خطة مرسومة موحدة جامعة مبدد للقوى، موهن للعزائم، ممكن للعدو في أن يظفر بكل قسم على حدة.

وتتم وحدة صف المقاتلين بتنفيذهم الدقيق لأوامر قيادتهم الحربية الواحدة، وقد تقضي الخطة الحكيمة التي تضعها القيادة أن يقاتل بعض المقاتلين، ويتربص بعضهم؛ ويكون قسم منهم في الكمائن، وأن يداهموا العدو من عدة جبهات مختلفات الشكل متنوعات السلاح، إلى غير ذلك من خطط. وليس معنى وحدة صف المقاتلين أن يواجهوا عدوهم على طريقة الصف المتراص كتفًا بكتف؛ لأن ذلك قد يمكن العدو من حصدهم بالأسلحة النارية الحديثة بسرعة خاطفة.

<<  <   >  >>