١- ثبت لدى الباحثين أن العلوم الرياضية ميدان اشتركت فيه القرائح المختلفة، من مختلف الأمم والشعوب، ولم يكن الابتكار والإنتاج التراكمي فيها منحصرًا في أمة من الأمم، فقد كان للبابليين والمصريين والإغريق والهنود والعرب وغيرهم من الشعوب، ثم المسلمين أنصبة من الابتكار والإنتاج فيها، ومساهمات في إنشائها وتنميتها، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه حين بدأت النهضة الغربية في أوروبا.
٢- وثبت لدى الباحثين أن أقدم الآثار الرياضية قد وصلت إلينا من بابل، ومن مصر، وقد انتقلت هذه الآثار إلى الإغريق فأخذوها وزادوا عليها.
وثبت أن بعض النظريات والبحوث التي كانت تنسب إلى اليونان هي من وضع علماء بابل ومصر.
٣- وبالتفكر يظهر لنا أن عوامل نشوء ونمو العلوم الرياضية وارتقائها قبل النهضة الغربية متعددة، فمنها ما يلي:
- ارتباط كثير من مصالح الإنسان ومنافعه الدنيوية الحياتية، ومعاملاته المالية، وأعماله العمرانية، بالرياضيات "الحساب والهندسة".
- رغبة كثير من أهل النظر الفكري العميق في البحث عن المجهول للوصول إلى المعرفة وكشف الحقيقة، والاستمتاع بلذة العلم، قبل استغلال ما تم كشفه في المنافع المادية الحياتية، وتركيب الآلات وإنشاء المصانع.
١ معظم معلومات هذه المقولة مقتبسة من "تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك" لقدري حافظ طوقان، ومن "العلوم البحتة في العصور الإسلامية" لعمر رضا كحالة.