تطبيقات المسلمين فما وافق منها النموذج فهو المطابق له، وما خالف منها النموذج فهو المقصر، أو المنحرف، أو المباين المضاد أو المناقض.
لقد مر في تاريخ الأمة الإسلامية أفراد كثيرون صالحون، وجماعات كثيرون صالحون، وأمثلة بشرية رائعة، تقدم في سلوكها النموذج الذي يُحتذى به؛ إذ كانوا ملتزمين تعليمات الإسلام ووصاياه التزامًا تامًّا، ومستمسكين بحبل الله المتين استمساكًا صاديًا بقوة وثبات.
ولكن قد كان يوجد في المسلمين إلى جانب هؤلاء الصالحين عصاه كثيرون جدًّا، ومنحرفون كثيرون انحرافًا فاحشًا عن تعاليم الإسلام وصراطه المستقيم، بدءًا من العامة على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية، حتى الحكام والسلاطين ومن بأيديهم إدارة البلاد، وهؤلاء لا يعطون في سلوكهم وتطبيقاتهم صورة صحيحة مقبولة، أو مقاربة للصورة الصحيحة التي تقدمها تعليمات الإسلام، وتطالب المسلمين بأن يتمثلوها في واقعهم.
فالحكم قد كان خلافة للرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى منهاج النبوة، طوال حكم الخلفاء الراشدين، ثم صار ملكًا متوارثًا، ومطمعًا يتقاتل عليه الطامعون، ويتناهبه المتناهبون بالقوة.
وحين نستعرض بعض تطبيقات المسلمين الحضارية، فإننا نستعرض صورًا من تاريخ حضارة المسلمين، لا صورًا من الحضارة الإسلامية المنشودة.
هذه قضية يجب وضعها في الملاحظة دوامًا. ويجب التفريق دوامًا بين الإسلام وتطبيقات المسلمين عبر تاريخ الأمة الإسلامية.