مواد علمية لا تدرك إلا باستخدام أدوات المعرفة، ولذلك كانت النصوص القرآنية زاخرة ببيان أن رسالة الإسلام إنما هي لقوم يعلمون، ولقوم يعقلون، ولقوم يتفكرون، ولقوم يتذكرون، ونحو ذلك.
فمن النصوص القرآنية في ذلك النصوص التالية:
١- قول الله تعالى في سورة "الروم: ٣٠ مصحف/ ٨٤ نزول":
أي: فالعالمون هم المقصودون بضرب الأمثال القرآنية؛ لأنهم هم الذين يعقلونها، ويفهمون الغاية منها، أما الذين يعطلون أدوات المعرفة فيهم، ويضعون الأغشية على أسماعهم وأبصارهم وعقولهم، فليسوا جديرين بأن يعقلوها، أو يفهموا الغاية منها، أو يعملوا بهديها إذا هم فهموا معانيها والغاية منها.
٣- وقول الله تعالى في سورة "النمل: ٢٧ مصحف/ ٤٨ نزول":
لقد ورد هذا النص في معرض قصة الرهط التسعة من ثمود الذين تحالفوا على أن يمكروا بنبيهم صالح عليه السلام، فيفتكوا به وبأهله مستخفين، دون أن يشعر بهم أحد من أقربائه ونصرائه، فدمرهم الله وقومهم أجمعين.
وبدهي أن الاعتبار بالأحداث غابرها وحاضرها صفة من صفات العقلاء الذين يستخدمون عقولهم في البحث، وينتهون إلى التبصر بالحقائق العلمية،