وإن وجدت في عملي هذا ما يستحق الثناء والتقدير فالفضل فيه لله وحده، الذي ألهمني، وستر لي، وقضى أمورًا كثيرة انتهت بي إلى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمكة المكرمة، وإلى تدريس مادة "الحضارة الإسلامية" بالإضافة إلى مواد أخرى أُسندت إليَّ.
ثم لا أنسى حقًّا عليَّ لزوجتي الفاضلة المربية الداعية والأستاذة بجامعة أم القرى في قسم الطالبات؛ إذ هيأت لي ما يحتاجه الباحث والكاتب من هدوء منزلي، وطمأنينة نفسية، ومساعدة وتحريض على العمل "الأستاذة عائدة راغب الجراح"١.
فلها مني عظيم التقدير وجزيل الشكر، ولها من الله الجليل عظيم الأجر.
ولما كانت الخطة العامة للحضارة الإسلامية التي أوضحتها في مقدمة الكتاب تشتمل على أربعة أبواب:
الباب الأول: أسس الحضارة الإسلامية.
الباب الثاني: وسائل الحضارة الإسلامية.
الباب الثالث: صور ونماذج من تطبيقات المسلمين الحضارية في مختلف المجالات العلمية والعملية.
الباب الرابع: أثر الحضارة الإسلامية في الأمم والشعوب التي لم تدن بالإسلام، إلا أنها التقت بالمسلمين لقاء مودة أو لقاء خصام.
ولما اقتصر هذا الكتاب على البابين الأول والثاني فقط، فإنني سأوافي القراء إن شاء الله الوهاب المنان، مستعينًا بحوله وقوته، بالكتاب الثاني في الحضارة الإسلامية، مشتملًا على ما يتعلق بالبابين الثالث والرابع من أبواب الخطة الآنفة الذكر.
١ عملت أستاذة في التعليم الثانوي، ثم مديرة لمعهد المعلمات في المملكة العربية السعودية، ثم أستاذة في جامعة "أم القرى" بمكة المكرمة لمدة "٢٨" سنة، وكان بدء عملها في قسم الطالبات منذ إنشائه في الجامعة سنة "١٣٩١ هجرية".