للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحث على التعليم، ومجد العلماء، ورفع منزلتهم بين الناس ووعد طالبي العلم بالأجر العظيم، وأعلن أن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وجعل مجالس العلم أفضل من مجالس العبادة، وحصر الخشية من الله بالعلماء، واستخدم كل وسيلة ميسرة للمسلمين لنشر العلم بينهم، وحث على متابعة البحث العملي، في مختلف المجالات الممكنة الفكرية والتجريبية، في آفاق السماء، وفي بطون الأرض، وفي أغوار الأنفس، بشكل ليس له نظير.

وحذر الإنسان من أن يندفع في سلوكه في الحياة اندفاعًا عشوائيًّا جاهلًا، ووضعه موضع المسئولية عن تصرفاته حتى لا يقفوا أمرًا ليس له به علم.

ومن أجل ذلك لا يرضى الإسلام من المسلم أن يكون إمعة يتبع الناس على جهالة، وهو يقول: "أنا مع الناس إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت" ولا يرضى منه أن يقاتل تحت راية عُمِّيَّة "مجهولة الهدف" يدعو عصبية، أو ينصر عصبية، فإن قتل حينئذ مات في حكم الإسلام ميتة جاهلية، ولهذا ألغى الإسلام في مجتمع المسلمين العصبية الجاهلية التي جعلت الشاعر العربي يقول:

وما أنا إلا من غزية إن غوت ... غويت وإن ترشد غزية أرشد

فالعلم في نظر الإسلام يقع في المرتبة الأولى، وتأتي من ورائه أنواع السلوك العملي في الحياة، وهذا هو الترتيب الطبيعي المنطقي، في حياة العقلاء.

وضمن هذا المنهج تجلى موقف الإسلام الواضح في أمور الدين، وفي أمور الدنيا سواء بسواء، وفي ضوئه تدرج المسلمون المتقيدون بالإسلام في بناء حضارتهم المجيدة.

<<  <   >  >>