فليس بدعًا بعد هذا أن تحمل أسس الحضارة الإسلامية رسالة إحقاق الحق وإبطال الباطل؛ لأنه لا وجود لا ناصر له، ولا متمسك به، ولا ظهور لحق ما دام للباطل أنياب تفترس وأظفار تنشب، وأنصار مستأسدون تحركهم الغرائز الجانحة، والمطامع الجامحة.
أ- فالله يريد بما ينزل للناس من شرائع أن يحق الحق ويبطل الباطل، قال تعالى في سورة "الأنفال: ٨ مصحف/ ٨٨ نزول":
ب- ومن شأن الحق المقرون ببراهينه القاطعة أن يدمغ الباطل ويزهقه، ومن أجل ذلك يقذف الله بالحق على الباطل، قال تعالى في سورة "الأنبياء: ٢١ مصحف/ ٧٣ نزول":
وتذكر المسلمون يومئذ أيام خرجوا من مكة مهاجرين يتسللون لواذًا، فارين بدينهم، من كيد المشركين، ومكرهم، وأذاهم، وإكرامهم لهم على أن يعودوا إلى الكفر، بعد أن أنقذهم الله بالإسلام، وهداهم إلى صراط الحق.
لقد برز الصراع بين الحق والباطل على مسرح الأحداث الإنسانية في تلك الحقبة من الزمن؛ إذ تجمعت هيئات المنتفعين من الباطل، للدفاع عما في أيديها من مغتصبات لا حق لها بها، وأخذت تصارع الحق النامي على مراحل.
بدأت أول الأمر تلفق الحجج المزورة التي لا سند لها من العقل، ولكن