الانحراف الثاني: يكون بلبس الحق بالباطل، وذلك بإدخال صور من الباطل ضمن مجموعة صور من الحق، للإيهام بأنها حق كلها، ولا بد أن يكون الباعث عليه هوى من أهواء النفوس المنحرفة.
الانحراف الثالث: يكون بكتمان الحق مع العلم به، والسكوت عن الباطل مع معرفة أنه باطل، ولا بد أن يكون الباعث على هذا الانحراف هوى من أهواء النفوس المنحرفة أيضًا.
ومن أمثلة هذين الانحرافين الثاني والثالث ما عليه حال أهل الكتاب، فهم يلبسون الحق بالباطل، ويكتمون الحق وهم يعلمون, ولذلك خاطبهم الله عز وجل بكثير من التأنيب والتثريب بقوله تعالى في سورة "آل عمران: ٣ مصحف/ ٨٩ نزول":
وهكذا تظهر أسس الحضارة الإسلامية لا دجل فيها ولا تخريف، ولا تعرج فيها ولا التواء، إنها ذات منهج وضاح مشرق؛ إذ أخذت بمبدإ الحق، والتزمته في كل ما انطلقت إليه من مجد فكري واعتقادي، أو عملي تطبيقي، والتزامها بمبدإ الحق جعلها تنفر من الباطل وتتجهم له حيث كان، وجعلها تقاومه وتصارعه مهما وقف في سبيلها وأعاق تقدمها وارتقاءها.
وأعداء الحق وأنصار الباطل هم أعداء الحضارة الإسلامية الصحيحة، وهم الذين يصنعون العثرات في طريقها.
وأنصار الحق يكسحون باستمرار هذه العثرات وهم يقولون:"حسبنا الله ونعم الوكيل".