للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألسنا نلاحظ أن الله جل وعلا قد رتب في هاتين الآيتين على العمل الصالح المقرون بالإيمان الثواب بالحياة الطيبة في الدنيا ولآخرة، والجزاء الأوفى في الجنة يوم القيامة؟

٣- وقول الله تعالى في سورة "فصلت: ٤١ مصحف/ ٦١ نزول":

{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}

وفي هذه الآية يربط الله سبحانه وتعالى بين الدعوة العلمية إلى طريق الله وبين العمل الصالح وإعلان الالتزام به ربطًا تامًّا، وباستجماع هذه العناصر الثلاثة يتحقق المقام الكريم عند الله الذي يظفر به الداعون إلى الله الذين يعلمون الناس الخير، وهذا المقام الكريم هو ما يشعر به المدح الذي يعلنه قوله تعالى في صدر الآية: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا} .

٤- وقول الله تعالى في سورة "فصلت" أيضًا:

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} .

وبهذه الآية يعلن القرآن أن ثواب العمل الصالح إنما يكون لصاحب العمل نفسه، وأن عقوبة العمل السيئ إنما تكون على صاحب العمل نفسه.

٥- وقول الله تعالى في سورة "الأنعام: ٦ مصحف/ ٥٥ نزول":

{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} .

وفي هاتين الآيتين يبين الله تعالى أن مراتب الناس يوم القيامة تتفاوت صاعدة ونازلة بنسبة تفاوت أعمالهم التي أسلفوها في الدنيا، صالحة كانت أم سيئة.

٧- وجاء في حديث الرسول صلوات الله عليه، على ما رواه مسلم وغيره

<<  <   >  >>