للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن من صفات أفعال الله عز وجل الإتقان في صنع كل شيء، وهو سبحانه وتعالى يجب المحسنين، ويحب من المؤمن المسلم إذا عمل عملًا أن يتقنه.

هذه القاعدة قد دلت عليها عدة نصوص:

- قال الله عز وجل في سورة "النمل: ٢٧ مصحف/ ٤٨ نزول":

{وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} .

- وروى البيهقي عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" "حديث حسن. الجامع الصغير وزيادته رقم ١٨٩١".

- وتكرر في القرآن بيان أن الله عز وجل يحب المحسنين وأنه تعالى مع المحسنين، وأنه لا يضيع أجر المحسنين، بل يزديهم ثوابًا.

- وأبان الله عز وجل أن الإحسان من أوصاف الأخيار الأطهار من عباده، من الأنبياء والمرسلين والصالحين.

القاعدة الرابعة: اختيار العمل الأيسر المحقق للمطلوب الذي لا معصية لله فيه.

لكل غاية يرجى تحقيقها بالعمل طرق ومسالك، ووسائل وأسباب مختلفة ومتنوعة، إلا أن بعضها أيسر وأسهل من بعض.

فيمكن مثلًا الوصول إلى مدينة ما، بصعود الجبال وتحمل ما فيها من عقبات شاقات وبعبور الطرق الوعرة، وبخوض غمار الوديان المليئة بالأشواق والحفر، والأنهار والأوحال، وتحمل ما فيها من مشقات ومتاعب.

ويمكن الوصول إليها بسلوك السبيل الواضح المنير المعبد، على مراكب مريحة آمنة هينة لينة.

وكل من الخيارين يمكن أن يحقق مطلوب الوصول إلى المدينة المقصودة.

<<  <   >  >>