للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الأقطار الإسلامية، تداركًا للأمة الإسلامية من أن يقع بينها الخلاف في نصوص آيات القرآن المجيد.

واستجاب الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه لتنفيذ هذا الاقتراح، فألف لجنة للقيام بهذا العمل الجليل الخطير، من أربعة رجال ثقات فضلاء من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم:

١- زيد بن ثابت المدني الأنصاري الذي كان قد كلفه الخليفة الأول "أبو بكر الصديق" أن يجمع النسخة الأولى.

٢- عبد الله بن الزبير، وهو مكي قرشي أسدي "١-٧٣هـ".

٣- سعيد بن العاص، وهو مكي قرشي أموي "٣-٥٩هـ".

٤- عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وهو مكي، قرشي، مخزومي "١-٤٣هـ".

فاجتمع هؤلاء الأربعة الأعلام الثقات، وشرعوا في تنفيذ أمر الخليفة عثمان رضي الله عنه، سنة خمس وعشرين للهجرة، ونسخوا بضع مصاحف لم تزد على سبعة.

ولما تم نسخ هذه المصاحف بعث الخليفة عثمان إلى كل ناحية واحدًا منها.

فأرسل إلى الشام، والكوفة، والبصرة، ومكة، واليمن، والبحرين، واحتفظ بواحدة عنده في المدينة.

وتلقى المسلمون في الأقطار الإسلامية عمل الخليفة هذا بالقبول والاستحسان، وبه قطع الله دابر الاختلاف، وصار لدى المسلمين في كل قطر مصحف إمام مدقق على الأصل الذي هو الأم. وأقر ما فيه الحفاظ المتقنون المنتشرون في الأقطار، من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.

وكان عمل عثمان هذا عملًا مجيدًا حميدًا، في طريق نشر وتثبيت كتاب المسلمين الأول والأكبر، على وجه محقق مدقق موثق في مختلف الأقطار الإسلامية.

<<  <   >  >>