للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أ- منها الأخذ بأسباب المعرفة التي تدرك بها الفضائل والرذائل الخلقية، وتعلم بها آثارها المحمودة والمذمومة، وثمراتها العاجلة والآجلة، في الدنيا والآخرة.

ب- ومنها وسائل التربية والتأديب التي يتولاها المربون والمؤدبون العقلاء والحكماء الحازمون.

ج- ومنها التدريب العملي والممارسة التطبيقية، ولو صاحب ذلك تكلف وجهد نفسي أو جسدي.

د- ومنهما الانغماس في البيئات الصالحات، لاكتساب فضائلها، عن طريق السراية والمحاكاة والتقليد.

هـ- ومنها القدوة الحسنة، إذا تيسرت.

إلى غير ذلك من وسائل تربوية نافعة يتفتق عنها الفكر الإنساني بالتأمل، أو يتوصل إليها المربون بالاختبار والتجربة والملاحظة وقياس النتائج.

ويقابل الكمال الخلقي النقص الخلقي، ويكون بالهبوط في دركات الرذيلة الخلقية، وأخس هذه الدركات منزلة جحود الخالق، وكفران نعمه، وإنكار الجميل، ومن النقص الخلقي الشنيع عقوق الوالدين، والرغبة بالظلم والعدوان، والبغي والطغيان، ومن النقص الخلقي الأنانية المتوحشة بكل أنواعها وأشكالها، وهكذا حتى آخر الرذائل الخلقية الشائنة.

ولتمييز الكمال والنقص في جانب الخلق عن سائر أنواع الكمال والنقص في الجوانب الأخرى الفكرية وغيرها نضع مميزات هذا الجانب من غيره بين يدي النظر المتفكر في حقائق الأمور، ومن هذه المميزات ما يلي:

أولًا: كل دافع ذاتي في الإنسان فطري أو مكتسب يدفعه حتى يعترف لغيره بما له من كمال أو حق -ولو كان في ذلك الاعتراف مساس بما يشتهي الإنسان لنفسه من كمال أو مجد أو أي حظ من حظوظ النفس أو الجسد- هو ولا شك مثال من أمثلة الكمال الخلقي.

<<  <   >  >>