وامتلأت حوانيت ومخازن العطارين بأصناف كثيرة من مجففات النباتات العلاجية المجلوبة من الصحاري والجبال والبساتين؛ إذ كان الأطباء يصفونها في علاجاتهم، وكانت للشعوب تحريات لكثير منها، فهم يشترون من العطارين منها ما يعتقدون النفع فيه للتغذية أو التقوية، أو للدواء.
وتعرف الغربيون عن طريق المسلمين على الفوائد العلاجية، لكثير من النباتات التي كانت تباع في أسواق العطارين في بلدان العالم الإسلامي، فصاروا يشترون منها مقادير وفيرة، ويصنعون منها الأدوية والعقاقير في بلدانهم، ضمن قوارير شراب، أو مضغوطة في حبوب، ويستعملونها في بلادهم، ويصدون منها إلى بلدان العالم الإسلامي وسائر بلاد الأرض.
وما تزال الصناعات الدوائية في العالم تعتمد على خصائص النباتات التي كانت تركب منها الأدوية، إلا أن معظم مصانع الأدوية صارت تستخدم بدائل كيميائية للعناصر الكيميائية المؤثرة في العلاج، والتي تشتمل عليها النباتات الدوائية، لكن كثيرًا من العلماء المحققين يرون أن البدائل الكيميائة لا تطابق النسب الحكيمة الموجودة في النباتات، ومن أجل هذا تكون تأثيراتها الجانبية الضارة أكثر من التأثيرات الجانبية الضارة التي قد تشتمل عليها النباتات الدوائية، وقلما توجد هذه التأثيرات الجانبية الضارة في النباتات، إذا أخذت بالمقادير المناسبة، أو أضيف إليها ما يعدلها، ويدفع أضرارها.