للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

د- وفي مجال الآداب الاجتماعية جاء في الإسلام بيانات تفصيلية كثيرة توجه المسلمين إلى الكمال السلوكي فيها، منها قول الله تعالى في سورة "النور: ٢٤ مصحف/ ١٠٢ نزول":

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .

ففي هذا النص طائفة من الآداب الاجتماعية داخل الأسرة الواحدة، يوجه فيها الإسلام الذين آمنوا إلى بعض ما يجب عليهم أن يتقيدوا به من كمال سلوكي.

إن موضوع هذا النص يدور حول استئذان العبيد والإماء والذين لم يبلغوا الحكم من ساداتهم أو أوليائهم قبل أن يدخلوا عليهم حجراتهم الخاصة، وقد قيد النص وجوب هذا الاستئذان بثلاثة أوقات يكون الناس فيها عدة مشتغلين في شئونهم الخاصة، وغير متحفظين، لذلك فهي ثلاثة أوقات عورات لهم، أما فيما عدا هذه الأوقات فلهم أن يطوفوا دون استئذان خاص.

وهذه الأوقات هي كما في النص:

١- قبل صلاة الفجر.

٢- عند القيلولة وقت الظهيرة.

٣- بعد صلاة العشاء.

وظاهر أن هذا الحكم خاص بالعبيد والإماء والذين لم يبلغوا الحلم، أما الآخرون فيجب عليهم الاستئذان في كل الأوقات، ما لم تكن الأبواب مفتحة، أو الإذن معلومًا مما سبق.

هـ- ومن بيانات الإسلام التفصيلية التي تتناول جزئيات كثيرات من أنواع السلوك الإنساني سبع عشرة آية من سورة "الإسراء" مختومة بقوله تعالى

<<  <   >  >>