للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الوسائل لتحقيق هذا الكمال الوسائل التالية:

الوسيلة الأولى: بذل كل قادر على العمل نصيبه من الجهد، إسهامًا منه في بناء كمال التعايش الجماعي، وقد أمر الإسلام بالعمل كل قادر عليه ضمن نظام شامل.

الوسيلة الثانية: رضا كل فرد بحقه والتزامه بحق الآخرين عليه.

الوسيلة الثالثة: التنسيق والتوفيق بين حركات العمل الجماعي العام، ضمن نظام شامل، يحمي من التجاوز والتصادم والفوضى والإهمال والتقصير.

وقد وضع الإسلام للقواعد العامة كثيرًا من التفصيلات الجزئية التي تحتوي على الأسباب والشروط الهامة، الكفيلة بترقية المجتمعات الإنسانية في درجات كمال التعايش الجماعي، وحث المسلمين على متابعة تنظيم المجتمعات الإنسانية، والعمل على ترقيتها، والصعود بها في سلم الحضارة الفضلى، وكلف أولي الأمر وضع الخطط اللازمة لتحقيق الترقي الممكن في هذا الكمال، والعمل على ذلك.

ويقابل كمال التعايش الجماعي النقص في هذا المجال، ومن مظاهر هذا النقص سيادة الظلم والفوضى، والتعادي والتباغض، والخوف والقلق والإضراب، وتناهب الحظوظ، وعدوان الناس بعضهم على بعض، وعدم الرضا بالحق، ومن مظاهره أيضًا كثرة عدد البؤساء، وذوي الحاجات، وانتشار الفقر والجهل والمرض، وكثرة الآلم، ونمو الأنانيات المختلفات، ونحو ذلك من السيئات الاجتماعية.

وقد نهى الإسلام نهيًا شديدًا عن كل ما فيه ضرر بالجماعة، وإخلال بالنظام العام، وعدوان على الحقوق، وإفساد في الأرض، ونهى عن كل ما يقضي إلى النقص والتخلف في مجال التعايش الجماعي الأفضل.

وهذه النظرة الجماعية ظاهرة في نصوص الإسلام، في كل مجال من مجالات الحياة، ومن أمثلة ذلك قول الله تعالى في سورة "النساء: ٤ مصحف ٩٢ نزول":

<<  <   >  >>