للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يُرجى تحقيق الغاية الدينية العظمى به، وذلك التزامًا بقاعدة الإسلام التي نحن في صدد الحديث عنها، ونظرًا إلى أن سيادة الكفر بالله في الأرض ستؤدي بالإنسانية إلى ما هو شر من المضار التي قد تحدث بالجهاد المقدس.

ج- ومن أمثلة "تحمل أهون الضررين وسيلة لدرء أعظمهما" ما لو أصيب عضو من أعضاء الإنسان بمرض لا يستطاع إيقاف سريانه إلى سائر الجسد إلا ببتره، وإلا سرى فقتل صاحبه، فمن الواجب -والحالة هذه- بتر العضو العليل لأن في تحمل هذا الضرر دفعًا لضرر أشد منه، ومن البدهي أن فقد العضو الواحد أهون من فقد الأعضاء كلها.

ولما توقفت سلامة الأمة في أخلاقها ودينها وأمنها على قطع أيدي السارقين، وجلد الزناة أو رجمهم، وإنزال أشد العقوبات بقطاع الطرق كان ذلك أمرًا متحتمًا في الشريعة، تقضي به ضرورة ارتكاب أخف الضررين وسيلة لدرء أعظمهما.

وهكذا نجد الإسلام على قمة المجد في مراعاة الحق والعدل والفضيلة والواجب بين الوسائل والغايات.

بينما نجد المكيافلية العامة هاوية إلى حضيض الخسة في ميادين السياسة، والمكيافلية اليهودية هاوية إلى حضيض كل خسة.

ومن النصوص اليهودية في هذا المجال ما يلي:

جاء في البروتوكول الأول مما يسمى "بروتوكولات حكماء صهيون":

"إن السياسة لا تتفق مع الأخلاق في شيء، والحاكم المقيد بالأخلاق ليس بسياسي بارع، وهو لذلك غير راسخ القدم على عرشه.

لا بد لطالب الحكم من الالتجاء إلى المكر والرياء، فإن الشمائل الإنسانية العظيمة من الإخلاص والأمانة تصير رذائل في السياسة.

إن الغاية تبرر الوسيلة: وعلينا ونحن نضع خططنا ألا نلتفت إلى ما هو خير وأخلاقي بقدر ما نلتفت إلى ما هو ضروري ومفيد.

من غير اليهود أناس قد أضلتهم الخمر، وانقلب شبانهم مجانين بالكلاسيكيات والمجون المبكر الذي أغراهم به وكلاؤنا، ومعلمونا وخدمنا وقهرماناتنا في البيوتات الغنية، وكتبتنا، ومن إليهم، ونساؤنا في أماكن لهوهم".

وهكذا يضع اليهود المبادئ الإجرامية ليسير عليها جميع اليهود في العالم، وليعملوا بكل جهدهم على تطبيقها، وكذلك يفعلون.

<<  <   >  >>