للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وينظر الشباب, فتظهر له الأرض شابَّة.

ويشعر أنه موجود في معاني الذات أكثر مما هو موجود في معاني العالم.

وتمتلئ له الدنيا بالأزهار، ومعاني الأزهار، ووحي الأزهار.

وتُخرج له أشعة الشمس ربيعًا, وأشعة قلبه ربيعًا آخر.

ولا تنسى الحياة عجائزها، فربيعهم ضوء الشمس.

ما أعجب سر الحياة! كل شجرة في الربيع جمال هندسي مستقل.

ومهما قطعتَ منها وغيرتَ من شكلها أبرزتها الحياة في جمال هندسي جديد كأنك أصلحتَها.

ولو لم يبق منها إلا جذر حي أسرعت الحياة فجعلت له شكلًا من غصون وأوراق.

الحياة الحياة, إذا أنت لم تفسدها جاءتك دائمًا هداياها.

وإذا آمنت لم تعد بمقدار نفسك، ولكن بمقدار القوة التي أنت بها مؤمن.

{فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ} [الروم: ٥٠] .

وانظر كيف يخلق في الطبيعة هذه المعاني التي تبهج كل حي، بالطريقة التي يفهمها كل حي.

وانظر كيف يجعل في الأرض معنى السرور، وفي الجو معنى السعادة.

وانظر إلى الحشرة الصغيرة كيف تؤمن بالحياة التي تملؤها وتطمئن؟

انظر انظر! أليس كل ذلك ردًّا على اليأس بكلمة: لا؟

<<  <  ج: ص:  >  >>