للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نجوى التمثال ١:

أيها المفترش الصخرة يشد ذارعيه أقوى الشد كأنما يريد أن يقتلع الصخرة فيهما، متناهضا بصدره ليدل علة أنه وإن ربض فإن الوثبة في يديه، متمطيا بصلبه ليشير إلى جسمه الهادئ إلى معانيه المفترسة، مقعيا على ذنبه ومتحفزا بسائره كأنه قوة اندفاع تهم أن تنفلت من جاذبية الأرض.

وأنت أيتها الهيفاء تمثل الإنسانية المتمدنة في نحافتها وهي كهذه الإنسانية ضاربة بذراعي أسد في غلظ مدفعين ...

حكيمة في النظر كأنما تمد في سرائر الأمم نظرة المتأمل، ولكن يدها كيد الحكمة السياسية على تركيب عقلي تحته المخالب ...

ساكنة كأنها تمثال السلام على أنها في جوار الأسد كالسلام بين الشعوب؛ تلمح فيه إنسان العالم ووحش العالم ...

يا أبا الهول!

أأنت جواب عن ذلك اللغز القديم الذي هو كلام لا يتكلم وسكوت لا يسكت.

والذي أشار برأس الإنسان على جسم الليث أنه قوة عمياء كالضرورة ولكنها مبصرة كالاختيار.

والذي أخرج من فني الغريزة والعقل فنا ثالثًا لا يزال في الأرض ينتظر المرأة التي تلد إنسانًا عظامه من الحجر؟

وأنت يا مصر:

أواقفة ثمة للشرح والتفسير، تقولين للمصري: إن أجدادك يسألونك من


١ تمثال نهضة مصر الذي صنعه المثال مختار رمزًا لهذه النهضة، وهو أبو الهول متحفزًا تقف إلى جانبه امرأة.

<<  <  ج: ص:  >  >>