للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صعاليك الصحافة * "تتمة":

وجاء أبو عثمان وفي بروز عينيه ما يجعلهما في وجهه شيئًا كعلامتي تعجب ألقتهما الطبيعة في هذا الوجه، وقد كانوا يلقبونه "الحدقي" فوق تلقيبه بالجاحظ، كأن لقبًا واحدًا لا يبين عن قبح هذا النتوء في عينيه إلا بمرادف ومساعد من اللغة ... وما تذكرت اللقبين إلا حين رأيت عينيه هذه المرة.

وانحط في مجلسه كأن بعضهم يرمي بعضه من سخط وغيظ، أو كأن من جسمه ما لا يريد أن يكون من هذا الخلق المشوه، ثم نصب وجهه يتأمل، فبدت عيناه في خروجهما كأنما تهمان بالفرار من هذا الوجه الذي تحيا الكآبة فيه كما يحيا الهم في القلب؛ ثم سكت عن الكلام؛ لأن أفكاره كانت تكلمه.

فقطعت عليه الصمت وقلت: يا أبا عثمان، رجعت من عند رئيس التحرير زائدًا شيئًا أو ناقصًا شيئًا؛ فما هو يرحمك الله؟

قال: رجعت زائدًا أني ناقص، وههنا شيء لا أقوله ولو أن في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لوقفوا على عمك وأمثال عمك من كتاب الصحف يتعجبون لهذا النوع الجديد من الشهداء!


* كتب الدكتور زكي مبارك مقالًا في جريدة المصري الغراء زعم فيه أننا قلنا: "إن الصحافة لا تنجح إلا في أيدي الصعاليك"، ولا ندري كيف أحس هذا المعنى، ثم تهددنا!! فقال: "ما رأيك إذا وقفت لك أحد الصحفيين "ولعله يعني نفسه" في معركة فاصلة!! ورماك بحب التكلف والافتعال في عالم الإنشاء والتأليف؟ "ما رأيك إذا حملك رجل منهم "ولعله يعني نفسه" على عاتقه وألقى بك في هاوية التاريخ لتعيش مع صعصعة بن صوحان؟ -أبلغ خطباء العرب وأنطقهم.
وجوابنا لصاحبنا هذا: أن وزارة الداخلية اطلعت على مقالة فأمرت جميع المحال التي تبيع لعب الأطفال، ألا يبيعوا "معركة فاصلة" ولا "هاوية تاريخ" ...

<<  <  ج: ص:  >  >>