- المحامية: يا حضرات المستشارين، لم تكن المرآة هفوة من طبيعة المرأة، ولكنها الكلمة الأولى في الدفاع، كلمة كان الجواب عنها من النائب العام أنه أقر بتأثير الجمال وخطره، حتى لقد خشي على اتهامه إذا تكحلت له لغتي.
- القضاة يتبسمون.
- النائب: لم أزد على أن طلبت الوقار القانوني، الوقار، نعم الوقار؛ فإن المحامية أمام المحكمة، هي متكلم لا متكلمة.
- المحامية: متكلم بلحية مقدرة منع من ظهورها التعذر "ضحك"..
كلا يا حضرة النائب؛ إن لهذه القضية قانونًا آخر تنتزع منه شواهد وأدلة؛ قانون سحر المرأة للرجل، فلو اقتضاني أن أرقص لرقصت، أو أغني لغنيت، أو سحر الجمال لأثبته أول شيء في النائب..
- الرئيس: يا أستاذة!
- المحامية: لم أجاوز القانون، فالنائب في جريمتنا هو خصم القضية، وهو أيضًا خصم الطبيعة النسوية.
- النائب: لو حدث من هذا شيء لكان إيحاء لعواطف المحكمة ... فأنا أحتج!
- المحامية: احتج ما شئت، ففي قضايا الحب يكون العدل عدلين؛ إذ كان الاضطرار قد حكم بقانونه قبل أن تحكم أنت بقانونك.
النائب: هذه العقدة ليست عقدة في منديل يا سيدتي، بل هي عقدة في القانون.
- المحامية: وهذه القضية ليست قضية إخلاء دار يا سيدي، بل هي قضية إخلاء قلب!
- الرئيس: الموضوع، الموضوع!
- المحامية: يا حضرات المستشارين، إذا انتفى القصد الجنائي وجبت البراءة.
هذا مبدأ لا خلاف عليه؛ فما هو الفعل الوجودي في جريمة قلبي المسكين؟
- النائب: أوله حب راقصة.
- المحامية: آه! دائمًا هذا الوصف؟ هبوها في معناها غير جديرة بأن يعرفها؛ لأنه رجل تقي، أفليست في حسنها جديرة بأن يحبها؛ لأنه رجل شاعر؟ أحكموا يا حضرات القضاة؛ هذه راقصة ترتزق وترتفق، ومعنى ذلك أنها رهن بأسبابها، ومعنى هذا أنها خاضعة للكلمة التي تدفع.. فلماذا لم ينلها وهي متعرضة له، وكلاهما من صاحبه على النهاية، وفي آخر أوصاف الشوق؟ أليس هذا حقيقًا