للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"مسز سمبسون"، تلك الجميلة بنصف جمال، المطلقة مرتين. هذا هو اختيار الحب!

ولكنها المعشوقة؛ وكل معشوقة هي عذراء لحبيبها ولو تزوجت مرتين؛ هذا هو سر الحب!

ولكنها الفاتنة كل الفتنة، والظريفة كل الظرف، والمرأة كل المرأة، هذا هو فعل الحب!

ولكنها العقل للأعصاب المجنونة، والأنس للقلب المستوحش، والنور في ظلمة الكآبة؛ هذا هو حكم الحب!

ومن أجلها يقول ملك انجلترا للعالم: "لا أستطيع أن أعيش بدون المرأة التي أحبها"؛ فهذا هو إعلان الحب..

إذا أخذوها عنه أخذوها من دمه، فلذلك معنى من الذبح.

وإذا انتزعوها انتزعوها من نفسه، فذلك معنى من القتل.

وهل في غيرها هي روح اللهفة التي في قلبه، فيكون المذهب إلى غيرها؟ لكأنهم يسألونه أن يموت موتًا فيه حياة.

وكأنهم يريدون منه أن يجن جنونًا بعقل.. هذا هو جبروت الحب!

وللسياسة حجج، وعند "مسز سمبسون" حجج، وعند الهوى..

التاج، الملكية، امرأة مطلقة، امرأة من الشعب؛ فهذا ما تقوله السياسة.

ولكنها امرأة قلبه، تزوجت مرتين؛ ليكون له فيها إمتاع ثلاث زوجات؛ وهذا ما يقوله الحب!

واللحظة الناعسة، والابتسامة النائمة، والإشارة الحالمة، وكلمة "سيدي"١؛ هذا ما يقوله الجمال.


١ لا تخاطب "مسز سمبسون" إدوارد إلا بكلمة "سيدي"، ولا تتحدث عنه ولا تسميه إلا قالت "سيدي". ولن يأمر الحب أمره بأبلغ ولا أرق من كلمة العبودية اللطيفة هذه حين تنطق بها المرأة في صوت قلبها وغريزتها؛ وقد كان هذا أدب نساء الشرق مع أزواجهن، أما اليوم..

<<  <  ج: ص:  >  >>