للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نقل من صاحب المذهب فحينئذ يكون خارجا عن المذهب ولا يعول عليه» (١).

[٣ - المراد بقولهم: وقد يجاب وإلا أن يجاب ولك أن تجيب]

يعبرون بهذه الألفاظ بعد صياغتهم للسؤال على لسان الآخرين فتكون الإجابة بأحد تلك الاصطلاحات وهي رأي المتحدث وإجابته هو وإن كانت مشعرة بغير ذلك للوهلة الأولى.

وينقل الخطيب الشربيني قولهم: «وقد يجاب وإلا أن يجاب ولك أن تجيب فهذا جواب من قائله» (٢).

٤ - المراد بقولهم: وأقول، قلنا، قلت، ولقائل، فإن قلت، وإن قلت،

وقيل:

جرت عادة الفقهاء أنهم يصيغون أسئلة على لسان الآخرين وهي من عند أنفسهم، ثم يجيبون عليها هم أنفسهم أيضا، وذلك كما يبدو لي زيادة في تمحيص الرأي ومناقشته، وسد باب الاعتراض من قبل الآخرين، ورد الشبه التي قد ترد عند طرح فكرة معينة، وقد يعد هذا من قبيل الفقه الافتراضي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على سعة أفق أولئك الجهابذة، الذين أطلقوا لعقولهم وتفكيرهم العنان، وفق أصول وقواعد الشريعة، لاستنباط الأحكام التي لا زلنا ننهل منها إلى يومنا هذا حتى كانت تشمل معظم الوقائع المعاصرة ويدلنا أيضا على تمكنهم من فهم خطاب الشارع.

فإذا كان في السؤال قوة قالوا: ولقائل، فكانت الإجابة: أقول، أما إذا كان في السؤال ضعف قالوا: «فإن قلت أو إن قلت»، وجوابه: قلنا أو قلت.


(١) الفوائد المكية للسقاف ص ٤٣؛ مغني المحتاج للشربيني ١/ ٢٩؛ تذكرة الإخوان للعليجي ورقة ٦ أ.
(٢) الفوائد المكية للسقاف ص ٤٥؛ مغني المحتاج للشربيني ١/ ٣٤.

<<  <   >  >>