للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما عند النصارى فاسمه يسوع جاء في لوقا (١) [(٣١: ١] "وها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسمينه يسوع" وقد جعلوا لعيسى عليه الصلاة والسلام أباً وأخوة وذكر ابن حزم (٢) " اتفاق الأناجيل الأربعة على أنه كان له والد معروف من الناس وأخوة " (٣).

وذكر في عدة مواضع من الإنجيل أن لعيسى أب منها قوله: "وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه" [لوقا: ٢٧: ٢]، وأيضاً ذكر أن له أخوة كما جاء في متى (٤) [٥٥: ١٣] "وأخوته يعقوب وموسى وسمعان ويهوذا " وقد حكى الله سبحانه وتعالى الاختلاف في شأن عيسى عليه الصلاة والسلام فقال: "فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم" [مريم: ٣٦] جاء في انجيل متى [٥٥: ١٣] ما يدل على أنه ابن النجار " أليس هذا ابن النجار أليس أمه تدعى مريم " وفي مرقس [٦: ٣] وفيه " أليس هذا النجار ابن مريم .. "

[مولده ونشأته]

ذكر الله قصة ولادة عيسى في القرآن في عدة مواضع منها قوله: (واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجآءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا)] مريم: ١٦ - ٢٣ [

أما مكان ولادة عيسى عليه الصلاة والسلام، يذكر متى كيف ولد المسيح بقوله: "كانت أمه مخطوبة ليوسف وتبين قبل أن تسكن معه أنها حبلى من الروح القدس، وكان يوسف رجلا صالحا فما أراد أن يكشف أمرها " متى [١٨: ١ - ١٩]، وقد ذكر متى [١: ٢] أن المسيح ولد في (بيت لحم).

وقد جاء في متى [٢: ١٣] " ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم وقال له قم خذ الطفل وأمه واهرب إلى مصر ... لأن هيرودس سيبحث عن الطفل ليقتله " فأقام فيها حتى مات هيرودس ثم رجع للناصرة.

[معجزاته]

هناك أربع معجزات جمعها الله سبحانه وتعالى في قوله: "ورسولاً إلى بني اسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين" [آل عمران: ٤٩] ونزول المائدة، وكلامه في المهد.


(١) لوقا: ولد في أنطاكية ودرس الطب ولم يكن من أصل يهودي، ولقد رافق بولس في أسفاره وأعماله، وجاء في رسائل بولس ما يشير لهذا. انظر: محمد أبو زهرة، محاضرات في النصرانية، (القاهرة: دار الفكر العربي، ط ٣، [د. س]) صـ ٤٤
(٢) ترجمته في: سير أعلام النبلاء ٨/ ١٨٤
(٣) الفصل لابن حزم، ٢/ ٣٠
(٤) اختاره المسيح تلميذا له، ولما رفع المسيح جال البلاد ليبشر بالدين النصراني حتى قتل في أثيوبيا سنة ٦٢ م. انظر مرجع سابق: محاضرات في النصرانية صـ ٣٩

<<  <   >  >>