قسم رحمت الله أبوابه بشكل منظم سواء أكان التحريف بالزيادة أو بالنقصان أو بالتبديل. وأورد شواهد كثيرة جدا في هذا الباب.
أما فندر فيورد أدلته بدون شواهد، بل يقحم نفسه كمفسر وشارح للقرآن وزعم أن التحريف هو عبارة عن " سهو الكاتب " ولا غضاضة فيه.
[٢ - قضية النسخ]
أنكر فندر النسخ وقصره على النسخ اللفظي فقط، بينما أورد رحمت الله أمثلة على النسخ في الأحكام في الإنجيل، وعلله فندر بأنه روحي فقط أو تحول لشيء معنوي وكان بمثابة تدريبا بشكل مؤقت في ذلك الزمان ولا يعد نسخا.
كما بين رحمت الله أن النسخ لا يقع إلا في الأحكام المطلقة وألا يكون الوقت والمكلف والوجة متحدة بل لابد من الاختلاف في الكل أو البعض من هذه الثلاثة.
[٣ - قضية التثليث]
يرى فندر أن علاقة اللاهوت بالناسوت علاقة اتحاد فقط لا امتزاج، وأن التثليث سر عجيب غير مفهوم، ويجب الإيمان به، وساوى بين الصفات الإلهية والأقانيم الإلهية.
أما رحمت الله فقسم فصوله بشكل أكثر دقة وتحدث عن إبطال التثليث بأوجه عدة: بالعقل والنقل وأقوال السيد المسيح. وبرهن على أنه إذا وجد التثليث الحقيقي فلابد أن توجد الكثرة الحقيقية، وذكر أن غالب ما يتمسك به المسيحيون من أقوال هي أقوال مجملة منقولة من إنجيل يوحنا المملوء بالمجاز.
[٤ - قضية القرآن]
لم يؤكد فندر فصاحة القرآن بل ذكر أنه قد ورد ما هو أفصح من القرآن، كما يرى أن هناك كلمات في القرآن من لغات غير عربية، وأن هناك من يشهد بفصاحته كما ورد في الكتاب المقدس في سفر أشعياء والتثنية والمزامير، وجميع الحقائق التي ذكرت في القرآن هي حادثة في الكتاب المقدس.
بينما ذكر رحمت الله أمثلة عديدة على تحقق المعجزات الواردة في القرآن، وفي ذات الوقت حقائق أخرى لم تحدث في الكتاب المقدس، كما أن القرآن تحدى بفصاحته العرب الذين بلغوا في الفصاحة مبلغا عظيما، ولكنهم لم يأتوا بأفضل منه كما كان القرآن منطويا على الإخبار بأقوال القرون السابقة والأمم الهالكة، كما لم يحمل القرآن ما يفيد بزنا الأنبياء أو عبادتهم للأصنام أو ردتهم كما ورد ذلك في الكتاب المقدس أو أشياء أخرى خارجة عن المفاهيم العقلية كأن مريم هي والدة الله على الحقيقة.