ومن المثير للاهتمام أن رحمت الله شارك بنشاط مع جانب المتمردين في الهند، وهرب منها إلى مكة، وبالتأكيد كل من الهندوس والمسلمين استاءوا، ليس فقط لوجود الامبرياليين في الهند، ولكن أيضا بسبب العداء تجاه الثقافة الهندية بما في ذلك دينها.
إن مذكرة الرب ماكولي سيئة السمعة عام ١٨٣٥ م تشير إلى أن العلماء تقاسموا هذه السلبية تجاه أي شيء هندي، وعلى الرغم من أن شركة الهند الشرقية ادعت سياسة الحياد الديني ثم تقديم الدعم المفتوح للبعثات المسيحية من قبل المسئولين الاستعماريين حيث بدا التعاطف كبيرا كجزء من تضافر الدولة لمحاولة تقويض التراث الديني والثقافي في الهند.
أعرب فندر عن الثقة المبكرة في فعالية أوربا من حيث التفوق التكنولوجي والتقدم الاجتماعي في ضمان النجاح في نهاية المطاف للانجيل؛ حيث كان واثقا من أن الله لن يسمح للهند أن تعود للحكم الإسلامي مرة أخرى.
وجه الخليفة العثماني الدعوة لرحمت الله - ذلك الرجل - الذي حقق شعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم الإسلامي للقدوم إلى اسطنبول لإرشاد العلماء حول كيفية المجادلة مع المسيحيين، وظن البعض أن رحمت الله عاد لمناظرة فندر مرة أخرى في اسطنبول لكن هذا الأمر غير مؤكد.
وعمل الخليفة العثماني على تقليص أنشطة فندر في تركيا، وتم منع كتابه الميزان من التداول في عام ١٨٦٤ م، وتم غلق قاعة وعظه في السجن، وسجن كل المسلمين الذين تحولوا إلى النصرانية بسببه.
وعندما تم نزع تلك الحماية من الخليفة العثماني، أصبح العمل التبشيري أقل نجاحا في الهند وبريطانيا، وكذلك عند المسئولين الحكوميين مثل: السير وليام موير، وأيام بيشاور، والسير هربرت ادوارد (١٨١٩ - ١٨٦٨) م.
انتقلت CMS إلى مصر، وعاد فندر إلى انجلترا حيث سبق له زيارتها من قبل عام ١٨٥٣ م مع زوجته السابقة وحيث توفي فيها فجأة عام ١٨٦٦ م بعد إصابته بنفس مرض زوجته بشكل لم يكن متوقعا! .
لخص باول حكاية فندر في تركيا بأنه قد تركها بعد أن خاب أمله في تنصير المسلمين هناك، إلا أن فندر لم يمت؛ فقد عملت CMS على استمرار أعماله بقوة كما كان لو كان حيا في كل مكان عن طريق نشر كتابه في الأقطار المحمدية .. ينبغي أن تترجم أعماله إلى اللغة الانجليزية كنصوص للمبشرين والمدارس التبشيرية في كل ربوع آسيا.
[التقييم]
عرض الدكتور كلينتون رأيين في التقييم يدور أحدهما حول التعديل والثاني حول التغيير في منهج فندر وضربهما بمثالين: