للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فريضة الجهاد، بل يمكنه أن يقول بتحريم جهاد المستعمر الإنجليزي، ولقد وجدوا بعد بحثهم الدؤوب ضالتهم في ميرزا غلام أحمد - وكان مصابا بالهيستريا والصداع والسرسام (١)

- الذي نشأ في أسرة معروفة بخدمة المستعمر الإنجليزي، فساعدوه على بث أفكاره المنحرفة مثل ادعاء أنه المهدي، ثم ادعاء النبوة في مقابل دعوته إلغاء فريضة الجهاد في الإسلام؛ ولذا فإن الصلة قوية بين الاستعمار الإنجليزي وبين ظهور القاديانية والعمل على انتشارها في شبه القارة الهندية" (٢)؛ وقد جرت محاولات حوارية سابقة قادها علماء من الهند مشهورين، عرفوا بأهليتهم العلمية، وقدرتهم على الجدل لما أتوه من الحكمة وحسن النظر، إلا أن محاولات عفوية ظلت عرضية يحكمها عامل الجغرافيا لانحسارها في مدينة دون أخرى، والأهم من ذلك عدم شهودها الناس، ومن ذلك:

- المناظرة التحريرية بين الشيخ عبدالباري والقسيس عماد الدين.

- مناظرة الشيخ شرف الحق للقسيس ليغرابي في دلهي، والقسيس روفيس في غازي بور.

- المناظرة التحريرية بين الشيخ محمد آل حسن الموهاني والقسيس فندر والتي تواصلت لمدة سبعة أشهر.

والسبب المباشر لتأليف الكتاب فقد نص عليه رحمت الله صراحة في المقدمة بقوله: " ثم وقع لي الاتفاق أن وصلت إلى مكة شرفها الله تعالى، وحضرت عتبة الأستاذ العلامة السيد أحمد بن زيني دحلان فأمرني أن أترجم باللسان العربي هذه المباحث الخمسة من الكتب التي ألفتها في هذا الباب، فهو إذا استجابة لدعوة شيخ العلماء يومها.

وسيتم دراسة رحمت الله من خلال كتبه ومناظرته وقضاياه كما يلي:

[منهج رحمت الله من خلال كتبه]

[١ - كتاب إظهار الحق والقضايا المثارة]

بدأ كتابه بتمهيد ثم يصف رحمت الله الحالة التي وصلوا إليها وأسباب تأليف الكتاب والقيام بالمناظرة!

حيث تناول أسباب الوصول إلى تلك الحالة، فقال: " وكانوا يتدرجون فيها، حتى ألفوا الرسائل والكتب في رد أهل الإسلام، وقسموها في الأمصار بين العوام ... وكان عوام أهل الإسلام إلى مدة متنفرين عن استماع وعظهم ومطالعة رسائلهم ... لكن تطرق الوهن بعد مدة، في نفور بعض العوام ... ولم أكن أهلاً لهذا الخَطبْ العظيم الشأن، لكني لما اطلعت على تقريراتهم، وتحريراتهم، ووصلت إليَّ رسائل كثيرة من مؤلفاتهم ... فألفت أولاً الكتب


(١) انظر: أ. د. عامرالنجار، القاديانية، (بيروت، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط ١، ٢٠٠٥ م)، ص ٩، ص ١٠ ..
(٢) المرجع السابق، ص ١٣.

<<  <   >  >>