للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنسبة إليهما. ويمكن لليهودي أن يعتبر نفسه "عبدا ليهوه"، "لا" ابنا ليهوه، ونعتقد أنه من المحتمل أن يكون عيسى قد تصور نفسه " عبد الله " وتقدم للناس بهذه الصفة والكلمة العبرية "عبد" وكثيرا ما تترجم إلى اليونانية بكلمة تعني "خادما" و "طفلا" على حد سواء. وتطور كلمة " طفل " إلى كلمة "ابن" ليس بالأمر العسير، ولكن مفهوم "ابن الله" ينبع من العالم الفكري اليوناني (١).

وفي المقابل ومع مناظرة مع يهودي، قال يحيى بن أكثم (٢): إنه كان للمأمون مجلس نظر، فدخل في جملة الناس رجل يهودي حسن الثوب طيب الرائحة، فتكلم فأحسن الكلام والعبارة، فلما أن تقوض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم! قال له: أسلم حتى أفعل بك وأصنع ووعده. فقال: ديني ودين آبائي! وانصرف، فلما كان بعد سنة جاءنا مسلما فتكلم عن الفقه فأحسن الكلام، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون وقال: ألست بالأمس؟ قال له: بلى. قال: فما كان سبب إسلامك؟ قال: انصرفت من حضرتك فأحببت أن أمتحن هذه الأديان، فأنت مع ما تراني حسن الخط، فعمدت إلى التوراة فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها ونقصت، وأدخلتها البيع فاشتريت مني وعمدت إلى القرآن فعملت ثلاث نسخ وزدت فيها ونقصت، وأدخلتها الوراقين فتصفحوها، فلما أن وجدوا فيها سبب الزيادة والنقصان رموا بها ولم يشتروها، فعلمت أن هذا كتاب محفوظ فكان هذا هو سبب إسلامي (٣).

[المناظرة في العصر الحديث]

قامت مناظرة في السويد بين داعية العصر الشيخ أحمد ديدات وكبير القساوسة في السويد استانلي شوبيرج حول: هل الإنجيل كلام الله؟ في ١٧ أكتوبر ١٩٩١ م ودارت المناظرة حول عدة أسئلة وإجابات طرحها الجانبان وفي أول سؤال من الشيخ ديدات حول قضية اتصال السند تهرب القس من الإجابة إلا أن الشيخ ديدات رد عليه بهدوء وبين له منطق عدم الرد كما يلي (٤):

نشكر باستر استانلي لإجابته الجميلة. حقا إن إجابته تتسم بالجمال. لقد أجاب عن الأسئلة التي واجهها بجمال! لقد تفادى الرجل إجابة الأسئلة وراح يحدثنا عن أشياء أخرى. لقد كان أول الأسئلة - كما تذكرون - واسمحوا لي أن أنشط ذاكرتكم، وستدركون ذلك عند مشاهدة الفيديو بمنازلكم، وستدركون النكتة، كان أول الأسئلة هو أنني طلبت تحديد الشهود وبالنسبة لأي قضية تنظرها محكمة مدنية من الضروري تحديد شهود كل طرف من أطرافها. وإذا أنت لم توفر وتحضر الشهود يستوقفك القاضي قائلا: من هم شهودك؟ ولقد كان ذلك على وجه التحديد هو أول سؤال سألته. لقد قلت إن هذه الكتب المقدسة لديكم المختلفة المحتوى عندكم هي الشهود التي أعتمد عليها: أيها يحوي كلام الله؟ إنجيل الكاثوليك؟ أم إنجيل جيمس؟ أم إنجيل


(١) انظر: د. عبدالحليم محمود (ترجمة)، تأليف: شارل جنيبر، المسيحية نشأتها وتطورها، منشورات المكتبة العصرية، ص ١١.
(٢) ((كان عالما بالفقه بصيرا بالأحكام وتولى القضاء وكان من أدهى الناس وأذكاهم - صاحب الخلفاء وتوفي ٢٤٢ هـ.
(٣) خالد بن عبد الله القاسم، الحوار مع أهل الكتاب أسسه ومناهجه في الكتاب والسنة، ([د. م]، دار المسلم، الطبعة الأولى، ١٤١٤ هـ).
(٤) على الجوهري (ترجمة)، مناظرتان في استكهولم، (القاهرة، دار النصر للطباعة، د. ط، ١٩٩٢ م)، ص ٦٣.

<<  <   >  >>