أورد فندر قضية القرآن بعد النبوة على عكس رحمت الله فقد أوردها قبل القرآن. أنكر فندر جميع البشارات الواردة في الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم وردها بتفسيرات مغايرة لما أوردها المسلمون، لكن رحمت الله رد المطاعن، وأورد البشارات المتعددة على إثبات النبوة، وأثبتها بوجوه متعددة منطقية.
[ثانيا: من خلال كتبهما]
يورد رحمت الله الهندي عندما يريد أن يرد قضية ما عند فندر: كقضية قتل المرتد، فينظر إلى عمق المسألة، فإن وجده متشددا في إثبات وجودها رده بالدليل النقلي والعقلي بما ورد في الإسلام وثبت. أما فندر فيرد على رحمت الله بنفس طريقته مثل: موضوع عدم وجود نسخ أصليه بأن عثمان قد أحرق النسخ الأخرى، أو أنه لايوجد سند، لأن هناك حفظة كما في الإسلام - وهذا دون تقديم سند واضح يتم الاعتماد عليه!
أورد رحمت الله مسألة مسألة ورد عليها أما فندر فلم يرد على كل الشبهات أو يفندها على الرغم من إيراد الأقوال بنفسه.
تحدث رحمت الله عن صفات فندر وذكر بأنه كاتب غير مبال بالقول الكذب، والثاني أنه يشخصن الأمور، والثالث أنه يترجم الآيات القرآنية ويفسرها على رأيه ليعترض عليها في زعمه، كما وضح أن الأسلوب الذي اتبعه في الردود لايعني هذا تجاوزا منه، وسوء أدب مع الآخرين إن استعمل مصطلحات غير مألوفة في الردود الإسلامية وإنما هو استعمال لأسلوب النصارى المعتاد عندهم في توجيه النقد لكتبهم، أو تقرير حقائق نهائية، أو الحكم على الأشخاص، وذلك من خلال استعمال القساوسة هذه الاصطلاحات والنعوت عند مخاطبتهم للمسلمين وهم أحق بها من خلال نسبة القس، ويستند رحمت الله كثيرا إلى تفسير هنري واسكات عند النصارى، ويبين إنصاف بعض مفسري الكتاب المقدس - إن لزم الأمر - إنصافا منه وتقديرا واعتراضا بما لهم وما عليهم ويورد أحيانا الدليل بالفارسي مع ترجمته غالبا. أما فندر فيعتمد على تفسير البيضاوي كثيرا، ويخطئ في بعض الآيات القرآنية أو ربما كانت أخطاء مطبعية.
إن رحمت الله دقيق في التوصيف والنقد، ويستشعر القارئ بتعمقه وتبحره في علوم النصارى، لكن فندر يخطئ أحيانا باستدلالات في النواحي اللغوية، وطريقة تفسيره لبعض الآيات غير علمية، وتتبع طريقة " ولا تقربوا الصلاة " إلا أنه قد ذكر أن سورة فاطر تعني سورة الملائكة وربما يدل على ثقافة واسعة في العلوم الإسلامية لا تعني بالضرورة التعمق فيها، كما أنه غير وصف المعنى في الذبيحة من ذبيحة حيوانية إلى ذبيحة النفس، كذلك حرف معنى الختان إلى معنى روحي.
لجأ رحمت الله إلى النقد الذاتي للقضية مثل: نفي ألوهية المسيح بنصوص العهدين، أما فندر فعمد إلى الإثبات من خلال أجزاء من آيات القرآن الكريم موصولة بآيات من العهدين.