للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للمعرفة وكإطار مرجعي يحال إليه كل شيء للفهم والتقييم فسنظل قاصرين في حاجة إلى أوصياء" (١).

[ثانيا: نبذة عن تاريخ المناظرات]

تدرجت المناظرة بدءا من بداية عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الآن مرورا بابن تيمية الذي يعتبر ممن أصل قواعد لمناظرة أهل الكتاب وغيرهم معتمدا في ذلك على العقل والنقل معا. إن المناظرة مع النصارى كانت ولا تزال من أبرز المناظرات التي تحدث في مجال الدعوة.

تطورت المناظرة في العصر الحديث وبدأت تتشكل قضايا الحوار بين المسلمين وأهل الكتاب بشكل أكثر وضوحا وزيدت فيها موضوعات جديدة: كقضية المرأة والصلب والنجاة والمغفرة.

كما تطورت المناظرة في العصر الحديث لترتبط بعلوم التنمية البشرية وإلى قنوات اتصال تفاعلية أكبر بكثير من ذي قبل تستوعب أعدادا لا حصر لها؛ فالتلفاز أو الانترنت أدوات اختيار من المشاهد أو القارئ لموضوع أو بحث معين، وتعتمد قدرة المنتج وكفاءته على الوصول لهذا المشاهد بالصورة الأمثل أو للقارئ بالشكل الأكثر إقناعا. وقد أرسى القرآن الكريم طرقا لمجادلة أهل الكتاب منها: السبر والإسجال وغيرهما.

[المناظرة قديما]

أولى اللقاءات التي حدثت بين الإسلام والنصرانية بمستوى المناظرة تلك التي جرت بين الرسول ووفد نصارى نجران في المدينة المنورة. كما جرت مناظرة بين المقوقس في مصر وحاطب بن أبي بلتعة، كما جرت مناظرة كذلك بين عمرو بن سعد بن أبي وقاص وبين البطريرك اليعقوبي مار يوحنان الأول، وعلى الرغم من ضعف مستوى هذه المناظرة التي سجلت بعد ذلك بالسريانية - من حيث مستوى الأسئلة والإجابات - إلا أنها تعطي دلالة على أن علماء النصارى في ذلك الوقت لم يكونوا يعرفون شيئا عن الاعتقادات الإسلامية. كما كانت تجرى مناظرات في مجلس معاوية بن أبي سفيان ومجلس عبد الملك بن مروان بين المسلمين والنصارى من نساطرة ويعاقبة (٢).

وتشير بعض الدراسات إلى أن القرن الثاني الهجري كان بداية الهجوم النصراني على العقائد الإسلامية، وربما تأيدت هذه الفكرة بكونها نتيجة للكتابات النصرانية الجدلية ككتابة يحيى الدمشقي أو يوحنا الدمشقي كما يطلق عليه النصارى (٣) ولا يعد يوحنا الدمشقي كارزا أو


(١) حسن حنفي، مقدمة في علم الاستغراب، (الإسكندرية: الدار الفنية للنشر والتوزيع، [د. ط]، ١٩٩١ م)، ص ٣٣، ص ٣٤ (بتصرف يسير).
(٢) عبير محمد ربيع عاتي، وسائل التنصير وكيفية مواجهتها، رسالة ماجستير، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١٤٣١ هـ (بتصرف يسير)، ص ٣.
(٣) انظر: ابراهيم بن صالح الحميدان، أسلوب المناظرة في دعوة النصارى إلى الإسلام، دارسة تحليلية تقويمية للمناظرات التي جرت في أمريكا الشمالية في التفرة من ١٤٠٠ هـ - ١٤١٠ هـ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ١٩٩٤، ص ٦٦ - ٨٦.

<<  <   >  >>