للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للسلطة، وشكلت دراسته اللوح المركزي في المناهج الدراسية في كلية التدريب في بازل والتي تأسست عام ١٨١٥ م.

إن طريقة النقد التاريخي عند بور (١٧٩٢ - ١٨٦٠) م وشتراوس (١٨٠٨ - ١٨٧٤) م وغيرهم لم يصطدم بمفهوم الخلاص لدى الورعين والتقاه في فهم حقيقة الانجيل، وإن محاضرات أستاذ اللاهوت (W.M.L Wetts) (١٨٢٢ - ١٨٤٩) م في جامعة بازل كانت خارج حدود الطلاب في كلية التبشير حيث سبقتها فترة لغة العصمة اللفظية المؤسسة - في القرن التاسع عشر- ولكنها كانت نظرة التقاة للكتاب المقدس - في أنه معصوم ودليل وحي للتعليم المسيحي والحياة والعمل - ولم يكن لمجادلة الفلاسفة واللاهوتيين ضد مايرونه؛ لأن الايمان الروحي أهم من العقل والمنطق.

عرض فندر نفسه على المجتمع في سن السابعة عشرة من العمر، ودخل كلية بازل عام ١٨٢٠ م، وهذا إلى جانب دراسة الكتاب المقدس، مع التركيز على اللغات الأصلية، وتعلم اللغة العربية والقرآن.

إن المبشرين الأوائل الذين يعملون في المناطق الإسلامية حددوا مهمة التبشير بأنها أولى الأولويات.

كان فندر في عام (١٧٧٩ - ١٨٣٨) م يأخذ محاضرات حول تعلم القرآن واللغة العربية خمس ساعات في الأسبوع، كذلك تلقى الطلاب في بازل دراسات في تعلم كيفية التجارة اليدوية بمهارة، وأصبح الاستقلال المالي سمة مميزة لكثير من الطوائف المسيحية والتي ترعاهم بازل.

غادر فندر بازل مستحوذا بعض المعارف الإسلامية - والتي تقوم في الأصل على القرآن - واختلف عن معاصريه في أنها - ربما - كانت أكثر دقة ممن اعتمد فقط على المصادر الأوروبية.

التبشير في أرمينيا (١):


(١) أَرْمينيا دولة تقع في إقليم جبال القوقاز. استقلت عام ١٩٩١ م بعد أن كانت جزءًا من الاتحاد السوفييتي (سابقًا) لقرابة سبعين عامًا. وأصبحت أرمينيا الآن عضواً في كومنولث الدول المستقلة، بعد انفراط عِقْد الجمهوريات السوفييتية السابقة.
تبلغ مساحة أرمينيا قرابة ٢٩,٨٠٠ كم٢، وتقوم على هضبة أرمينيا الجبلية الوعرة. يعيش غالبية سكانها البالغ عددهم ٣,٥٤٣,٠٠٠ نسمة في المدن. وعاصمتها يريفان، وهي أكبر مدنها.
شكلت أرمينيا الحالية، ومعظم ما يعرف الآن بشرقي تركيا، أرمينيا القديمة، أو التاريخية. وهي الموطن الأصلي للشعب الأرمني. بحلول عام ١٩١٥ م، طرد الأتراك معظم الأرمن من غربي أرمينيا، والتي أصبحت فيما بعد تركيا الشرقية. وفي عام ١٩٢٠ م، وقعت أرمينيا الشرقية تحت سيطرة روسيا الشيوعية لتصبح عام ١٩٢٢ م جزءًا من جمهورية القوقاز في الاتحاد السوفييتي. وفي عام ١٩٣٦ م انفصلت أرمينيا، تحت اسم الجمهورية الأرمينية السوفييتية الاشتراكية. وقد أحكمت الحكومة السوفييتية المركزية كامل سيطرتها على أرمينيا، ولكن في سبتمبر ١٩٩١ م، وبسبب الثورة السياسية التي أطاحت بالاتحاد السوفييتي، صوَّت الشعب الأرمني ليصبح أمة مستقلة. وبعد ثلاثة أشهر من ذلك تقطعت أوصال الاتحاد السوفييتي إلى دول مستقلة منها أرمينيا.
ويعيش نحو نصف ستة الملايين أرمني الموجودين في العالم في أرمينيا. ولقد ساعدت الهوية القومية القوية للأرمن وعبر العالم في الحفاظ على الثقافة الأرمنية حية خلال سنوات الحكم السوفييتي.

ظام الحكم. أجاز الشعب الأرمني دستورًا جديدًا للبلاد عام ١٩٩٥ م. ويعتبر الرئيس الذي ينتخبه الشعب لفترة خمس سنوات أقوى شخصية رسمية في الحكومة الأرمنية، يقوم الرئيس بتعيين رئيس الوزراء ومجلس الوزراء لمساعدته في =

<<  <   >  >>