لا يمكن أن تتعدد العقائد في الدين الواحد وإلا لما كان هناك ما يميزه كدين.
فالأحكام ربما تختلف فهي جائزة عقلا، أما إن اختلفت العقائد في الدين الواحد فمبعثها اختلاف الديانات مثلما يرى فندر الإيمان بالتثليث بأنه: الإيمان بعقيدة التثليث في وحدة والوحدة في تثليث!
ومن قامت البراهين والآيات على صدقه فيما يبلغه عن الله كان صادقا في كل ما يخبر به عن الله.
أثبت رحمت الله النبوة في ستة مسالك
المسلك الأول: معجزاته صلى الله عليه وسلم بإخباره عن الغيبيات الماضية والمستقبلية، وذكر ٣٠ مثلا قد ذكرها أئمة الحديث، وأتبعها بمثيلها في الإنجيل ب ١٢ مثالا لأشياء لم تتحقق. أما الأفعال على خلاف العادة فاكتفى بذكر ٤٠ مثالا.
ثم تحدث في المساك الأخرى عن أخلاقه وأوصافه، وما اشتملت عليه شريعته، وظهور دينه على سائر الأديان - في مدة قليلة - وظهوره في وقت كان الناس بحاجة إليه.
ثم قدم المسلك السادس بثمانية أمور بإخبار النبيين المتقدمين عليه عن نبوته ثم ثماني عشرة بشارة وخمس شبه على الشبهة الثامنة عشرة والأخيرة. كما أن رحمت الله أثبت أن عيسى لم يكن مسيحا صادقا موعودا، من خلال نص الكتاب المقدس، في حين أثبت فندر- من خلال المناظرة - ضياع النسخ الأصلية للإنجيل، وأن التحريف صاب الكتاب المقدس - في مواضع - يعجز عن تعيينها.
التمسك بالنص الصريح المحكم ورد المتشابه إليه، ولا يجوز التمسك بالمتشابه ورد المحكم إليه.
تتفاوت درجات إثبات النص، فمتى تم إثبات إحكام النص لا يمكن أن يرده من هو أقل منه درجة، وخاصة المتشابه والذي يرد بأكثر من احتمال، فيتأكد بالنص المحكم إن وجد وثبت احتماله وهو مالم يلتزم فندر بذلك.
[دراسة القضايا]
[١ - قضية التحريف]
يرى فندر أن إثبات عدم تحريف الكتاب المقدس يكون للمسلمين وغيرهم بالدليل الداخلي النقلي المأخوذ من الأسفار لا بالدليل العقلي، والذي يراه فندر موجها إلى الكفار والملحدين وعبدة الأصنام فقط لإقناعهم.
يحاول إثبات صحة التوراة والإنجيل بشهادة القرآن في عدة قصص وآيات، ثم يعضد أقواله بأن التوراة والإنجيل والزبور ليست كتبا صحيحة فقط يشهد بها القرآن، ولكن من لا