للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومما يذكر هنا أن القرآن الكريم نص على ذلك منذ أربعة عشر قرنا، حيث قال الله تعالى تعليقا على تبديل النصارى العقائد وتغييرها:

(ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل) [التوبة: ٣٠] (١)؛ أي: ذلك قولهم هم، وليس ما جاء به الوحي، وأبلغه لهم عيسى عليه السلام، وهم يقلدون ويتشبهون بالأمم الوثنية الكافرة التي سبقتهم: الوثنية المصرية القديمة، والوثنية الهندية البوذية والبرهمية، والوثنية البابلية والفارسية والرومانية واليونانية .. الخ (٢).

وأما بالنسبة للعهد الجديد فلا توجد له مخطوطات أصلية أيضا؛ فلا يوجد إلا نسخا أقدمها يعود إلى القرن الرابع، وهو الوقت الذي وضعت فيه الكنيسة الكتاب القانوني أو الرسمي. إن هذا الفقدان للمخطوطات الأصلية قد ألغى أية إمكانية للتثبت من صحة النسخ. وهكذا فإن التغييرات التي زحفت إلى النص قد بقيت في نص الكتاب المقدس (٣).

وفي رأيي أن الكتاب المقدس هو جملة من الروايات التاريخية - غير المثبتة - يحمل بعض الحقائق أو العبارات المقدسة التي توافق القرآن الكريم.

قانون الإيمان المسيحي (٤):

يعتقد النصارى بفرقهم الحالية الموجودة بما يسمى (قانون الإيمان المسيحي) الذي صدر عن مجمع نيقية مع الإضافات التي أدخلت عليه في مجمع القسطنطينية ٣٨١ م الذي تم التعرض فيه لروح القدس، هل هو إله أم روح مخلوقة؟

ولم يكن مجمع نيقية أصدر قراراَ بهذا الأمر، والذي صدر في هذا المجمع (أي القسطنطينية) أن الروح القدس الرب المحيي المنشق من الآب، فقرروا أنه إله على الرغم من كثرة المعارضين.

نص القانون: " نؤمن بإله واحد، الله الآب ضابط الكل خالق السموات والأرض وما يرى ومالا يرى ونؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور، نور من نور الإله، حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساو للآب في الجوهر، كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيئاَ مما كان، هذا الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء فتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، وتأسّ وصلب عنّا، على عهد بيلاطس النبطي وتألم وقبر ....... (إلى هنا قرار مجمع نيقية وما بعده قرار القسطنطينية).


(١) التوبة: ٣٠]
(٢) محمد بن طاهر التنير البيروتي، تحقيق: محمد عبد الله الشرقاوي، العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، القاهرة، ص ٢٥، ص ٢٦.
(٣) مرجع سابق: بربارا براون، نظرة عن قرب في المسيحية، ترجمة المهندس مناف حسين الياسري، ص ٦٨ (بتصرف يسير).
(٤) سعود الخلف، دراسات في الأديان، (الرياض: مكتبة أضواء السلف، ط ١، ١٤١٨ هـ)، ص ١٩٤.

<<  <   >  >>