للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تمهيد]

يعرض الفصل الأول من ذلك البحث مقدمة عن أوضاع الهند في فترة الشيخ والقس، كذلك نبذة وتعريف بكل منهما، وأعمالهما، والبيئة المحيطة، وظروف المناظرة بينهما، كما يعقد مقارنة بين كل من سبق ولحق بالشيخ والقس؛ حيث يضع البحث بين يدي القارئ تصورا دقيقا عن مدى قوة وتأثر منهج الشيخ مقارنة بمن سبقه وبمن لحقه، وهل أثر في من أتى بعده أم لا؟ وهل تأثر بمن سبقه أم لا؟ ، كذلك الحال بالنسبة للقس، محاولا التعرف فيه - كذلك - على تاريخ التنصير، وتاريخ المناظرة، في شبه القارة الهندية على وجه الخصوص، وفي التاريخ على وجه العموم.

فيتعرض المدخل لمساحة الهند الممتدة الشاسعة، ووفرة مواردها النسبية، وعدد سكانها الكبير، كذلك انتشار الإسلام فيها الذي أغرى الاستعمار للسيطرة عليها، كما تعتبر تلك الفترة من أهم فترات المواجهة بين الإسلام والمسيحية، وكما ساعد انتشار التصوف المغالي، وساعدت الآراء الفلسفية، على بناء حواجز حقيقية لفهم الإسلام، ودوره الحقيقي. امتد الدور التنصيري - في بلاد العالم الإسلامي - مناصرا وداعما للاستعمار والحروب الصليبية.

يتعرض المبحثين الأول والثاني لحياة الشيخ رحمت الله الهندي الحافلة بالعطاء والتعلم والتعليم والتي شملت الرد على الاستعمار الصليبي والتنصير كليهما باليد واللسان والقلم، ثم التعرض لحياة القس فندر وأهم أعماله، وفي الختام سيتم عرض حياة القس فندر كاملا في ترجمة له عن الدكتور كلينتون الأستاذ بالجامعات الإنجليزية، والذي يحكي فيها عن نشأته ومنهجه وأعماله وتقييمه لدوره. ويتبين من خلال تلك المباحث خطورة كتاب " ميزان الحق " شرقا وغربا وجهود فندر في ترجمة كتابه ذلك ومناظرة المسلمين فيه.

يركز الفصل التالي على خطورة التنصير، ودوره في تحويل بعض المسلمين، وزعزعة الكثيرين من الإسلام إلى النصرانية؛ حيث يعد التنصير أحد الأجنحة التي تتلاقى مع الاستعمار في أهدافه وغاياته وقد تعاون في خدمة الحروب الصليبية والاستعمار الأوروبي للوطن الإسلامي تعاونا كبيرا، كما يعد التنصير الوجه الآخر للاستعمار والبديل الآخر له.

من الواضح أن التنصير لا يفرق بين دين وآخر فكل شيء ينظر إليه من جانب التنصير بعين الاستئصال فإما معه أو ضده. سنفصل الحديث عن التنصير والمؤسسات التنصيرية في المباحث التالية -إن شاء الله تعالى- تحت مبحث المقارنة بين فندر وسابقيه ولاحقيه.

يلي ذلك التعرف على تدرج المناظرة بدءا من بداية عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وحتى الآن مرورا بابن تيمية الذي يعد من أوائل من أصل قواعد لمناظرة أهل الكتاب وغيرهم معتمدا في ذلك على العقل والنقل معا. إن المناظرة مع النصارى كانت ولا تزال من أبرز المناظرات التي تحدث في مجال الدعوة.

<<  <   >  >>