للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- في مناظراته نجد أن أسلوبه هادئ رصين، يلتزم فيه أدب الحوار، فكان يبدأ بالاستعاذة والبسملة، والترحيب الشديد والشكر لمناظره، وكان يناقش مناظره فيما عندهم من عقائد، وكان يكسب جمهورا كبيرا من المستمعين.

- وكان يحاول مخاطبة مناظره باللغة التي يفهمها هو وقومه.

[منهجه في مناظراته]

- اعتمد على المنهج العقلي والنقلي، وكان يغلب النقلي على العقلي في الموضوعات المختلفة، وقد تأثر بأسلوب الشيخ رحمت الله في استعماله النقل في محاججة الخصم.

- المنهج النقلي: طريقة دراسة النصوص المنقولة ... ويقوم على العناصر العامة التالية:

o توثيق إسناد النص إلى قائله: بمعنى التأكيد من صحة صدور النص من قائله ويأتي هذا بالرجوع إلى المنهج الخاص في المجال المعرفي الخاص به، كعلم الرجال في دراسة أسانيد أحاديث الأحكام الفقهية، وتاريخ الرواة العاربة والحاضرة في دراسة اللغة والأدب.

o التحقق من سلامة النص: بمعنى التأكد من أن النص لم يدخله التحريف أو التصحيف أو الزيد أو النقص أو ما إلى هذه، أي أنه سليم من هذه وكما قال قائله.

o فهم مدلول النص: ويتأتي هذا بالرجوع إلى الوسائل والأدوات المقرر استخدامها لذلك، وتعرف في ضوء المنهج الخاص ... كعلم أصول الفقه بالنسبة إلى معرفة مدلولات النصوص الفقهية من آيات وروايات ومجال استخدام هذا المنهج: كل معرفة مصدرها النقل.

o المنهج العقلي: هو طريقة دراسة الأفكار والمبادئ العقلية.

• فقد جمع ديدات في منهجه النقلي بين المصادر الإسلامية ومصادر أهل الكتاب ((١).

• واعتمد في المنهج العقلي على المسلمات العقلية مستخدما عملية التحليل والمقارنة ثم الاستنتاج العقلي للقضايا المختلفة (٢).

- ويدخل في الحديث مباشرة في حين يستغرق الآخرون معظم الوقت في الكلام خارج الموضوع المطروح للمناظرة (٣).

ومن حيث امتداد عرض السابقين واللاحقين لرحمت الله؛ لا يجب أن نتوقف فقط عند الأفراد بل الجماعات والتنظيمات، فكما كان من جانب النصارى منظمات عمل تنصيرية فكذلك كان للمسلمين - حديثا - منظمات دعوية للحديث عنها جانب مثل:


(١) المرجع السابق، ص ١١٢.
(٢) المرجع السابق، ص ١١٨.
(٣) المرجع السابق، ص ١٢٢.

<<  <   >  >>