للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجد المتنازعون أن فندر يجادل في عدم إمكانية نسخ العهد الجديد، بينما لايدافع عن العهد القديم؛ حيث إن استيفاءه من خلال تحويل الطقوس العبرية حيز المبادئ الداخلية لايمكن لأحد الدفاع عنها تماما، مما صُدم جمهوره المستمعون بحقيقة غير مستساغة؛ حيث إنه يجعل القرآن يحل محل العهد الجديد بدوره.

اتهم فندر المبشرين الكاثوليك بأنهم السبب في إفساد المناظرة من خلال تزويد خصومه بتلك الأعمال فسيكون هو وجيل كامل - لاحق - من بعده من المبشرين الانجيليين مستبعدون مثل الكفار!

كتب EM (١٨٤٣ - ١٩٢٧) م: اضطر المسلمون للتخلي عن أعمالهم الخاصة، وسعوا لإنقاذ اليوم من أي هجوم مضاد، وزعم كلا الجانبين النصر في حين التزم المسيحيون الصمت - بشكل ملحوظ - حول الحادث كله، وتوالت أصوات إسلامية قبالة المطابع .. وليس هناك دليل مفصل يحكي تلك الواقعة من قبل موير والذي كان متحمسا وداعما سابقا لفندر.

[السنوات الأخيرة]

بعد المناظرة بوقت قصير، تم نقل فندر إلى بيشاور، والذي يصفها "باول" بأنها خطوة سياسة من جانب CMS للتغطية على خبر الكارثة من الوصول إلى كلكوتا، ومع ذلك لايوجد أي دليل حقيقي على أن CMS فقدت الثقة في فندر أو أنهم لايوافقون على موقفه تجاه الإسلام.

وبالفعل تم تكريم فندر عام ١٨٥٦ م مع الطبيب لامبث - دكتور اللاهوت - تقديرا لجهوده السابقة في تنصير المسلمين، وفي العام نفسه ارتسم في أوامر الانجيلكانية والتي سجلها أسقف كلكوتا عن تنصير لاحق في صفوف المسلمين من جانب صفدر علي - الذي حضر المناظرة - (١٨٦٤) م على الرغم من عدم نسبة السبب إلى جهود فندر، وكذلك عماد الدين (١٨٦٦) م والذي اعترف بتأثير فندر القوي على المدى البعيد.

بقي فندر في الهند حتى عام ١٨٦١ م، عندما تم تعيينه مساعدا لكويل (١٩٠٢) م خريج بازل لإنشاء بعثة CMS في اسطنبول، وهي مدينة مألوفة بالفعل له من خلال رحلاته السابقة إليها. ربما كان من المتوقع من استراتيجية فندر أن يقوم بتوزيع كتبه مرة أخرى، وهذا ما تم بالفعل حتى في حرم الجامع الكبير في سانت صوفيا، وكذلك أشهر كنيسة هناك وكان اسمها " عويل ".

ظهرت الطبعة التركية من الميزان عام ١٨٦١ م وطوال حياته المهنية - حتى خلال الأحداث العنيفة في الهند من (١٨٥٧ - ١٨٥٨) م كان يبشر دائما في الأماكن العامة؛ فالكتاب المقدس في متناول اليد - كالعادة - ويأخذ مكانه على جسر أو في شارع - دون مجاملة أو خوف - ويعلن الحقيقة، ويظهر جمال الدين المسيحي وفي ذلك الحين وتلك الأثناء كانت إمبراطورية المسيحيين في الهند ترتجف!

<<  <   >  >>