للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول د. جونسون: "كذلك ازداد الوعي وأصبح الفضول يتجه إلى شيئين اثنين هما العالم المسيحي والعالم المحمدي وأي شيء آخر غيرهما يعد بربريا همجيا " (١). تعد نقطة التحول عند النصارى بعد انطلاق القراءة في أواخر القرن ١٦ في المعرفة والتقاتل عند الأخذ من معارف المسلمين والتعرف على الآخر! كمثل ما فعله جوزيف ١٧٨٤ م جامعة أكسفورد في المقارنة بينهما. في الختام يتبين كيف كانت خطوة المناظرة بين الشيخ والقس لها الأثر القوي البالغ في التأثير والتأثر، وفي تغيير الكثير من الآراء، وفي كتابة العديد من الكتب.

٣ - قصة حياة فندر يرويها د. كلينتون (٢):

تم وصف فندر بالبطل من حيث الهجوم الساحق على المسلمين، والنصر المبين الذي تحقق، ويظن أحد المتنصرين على يديه- عماد الدين- عام ١٩٠١ م ويقول: إن فندر قد هزم المسلمين واستطاع القضاء على هذا الدين الكاذب بشكل قاطع.

بعد تتبع مهنة التبشير التي قام بها فندر، ودراسة نهجه في الإسلام، سنعمل على تقديم موجز لتلك الثروة بيد أن فاندر فيرف بين أن مهمة التبشير- بعد فندر- قد استمرت، ولكن بردة فعل عنيفة تستدعي - ربما - التعديل في منهجه.

وبصرف النظر عن مدى الاتفاق أو الاختلاف في المنهج، فإن فندر كان سببا رئيسيا في اعتذار المسيحيين للمسلمين.

[الطفولة والتعليم]

ولد فندر عام ١٨٠٣ م في يبيلجن، ساكسونيا [ألمانيا]؛ حيث والداه أعضاء قياديين في جماعة الورع المحلية، ونشأ في قرية، وفي الثانية عشرة من عمره دخل فندر المدرسة اللاتينية، وفي سن السادسة عشرة التحق بأكاديمية مورافيا في شتوتغارت، وتأثر في طفولته بالقراءة عن مهمة بازل (٣) في التبشير في أن يصبح مبشرا وكانت تلك الحركة " بازل " ترى في نفسها المجتمع الروحي فهي طائفة في المجتمع المسيحي تكرست جهودها لتوحيد المسيحيين الورعين سواء أكانوا لوثريين أو مورافيين للالتزام بمهمة التبشير الملائكي.

كانت الفكرة المسيطرة آنذاك للورع هي الحاجة إلى التوبة الفردية، والتجديد بدءا من وعي المرء بخطيئة نفسه، وبتلك العملية - فقط - من الاكتشاف الروحي يمكن أن يؤدي ذلك إلى الخلاص.


(١) ((" This awareness was expressed by Dr.Johnson: There are two objects of curiosity . The Christian world, and the Mahomenton world . All the rest may be considered as barbarous " المرجع السابق، ص ٨.
(٢) The legacy of Karl Gottlieb Pfander - Dr.Clinton Bennett,International Bulletin of Missionary Research, Vol ٢٠ No ٢,١٩٩٦,pp ٧٦ - ٨١ .
(٣) بازل: أسست عام ١٤٦٠ م وتعد من أقدم الجامعات في سويسرا، وفي عام ١٨٩٧ م ترأس هيرتزل اليهودي النمساوي أول مؤتمر صهيوني في بازل، وكان من أهم قراراته وضع برنامج الحركة الصهيونية للاستيلاء على فلسطين ووضع أسس المنظمة الصهيونية العالمية. الموسوعة العربية العالمية السعودية.

<<  <   >  >>